بريطانيا مترددة بشأن الإخوان وتخشى عواقب "التقرير"

محمد أمين- لندن
مرة أخرى يقرر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون تأجيل نشر نتائج تقرير السير جون جنكير حول نشاطات جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا. التأجيل هذه المرة حمل أكثر من سؤال: ما السبب؟ ولمصلحة من؟
وبينما لم يتضح السبب الفعلي للتأجيل المستمر، رجحت صحيفة فايننشال تايمز أن يكون الإرجاء الجديد حرصا من المسؤول البريطاني على تجنب خلاف مع السعودية ومصر، في حين أرجع محللون سياسيون التأخير إلى أن تقرير السير جون جنكير انتهى إلى تبرئة الإخوان تماما من الإرهاب، وأن الحكومة تراجعت عن إعلان رؤيتها للنتائج خشية اتخاذ محامي الإخوان إجراءات قانونية ضدها إذا وجهت أي تهم للجماعة.

ثقة في البراءة
وإذ تبدو جماعة الإخوان -المعنية أولا بنتائج التقرير- واثقة من إنصافه لها، رجح عضو مكتب الإرشاد المقيم في بريطانيا إبراهيم منير للجزيرة نت أن يكون التأجيل بسبب عدم وجود توافق سياسي بين الأحزاب الحاكمة على نشره في الوقت الحالي.
بيد أن هذا التأجيل المتكرر لنشر التقرير يمثل أبرز دليل -بحسب منير- على براءة الإخوان وخلو التقرير من أي إدانة لهم، إذ لو كان العكس لتم نشره فورا ودون تأخير، ولكنه مع ذلك يعتقد أن التقرير سيصدر في النهاية بأسلوب لا يرضي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحلفاءه، ولكنه لا يمدح الجماعة.
خلفيات قانونية
ولأن التقرير ونشره واتهام الإخوان أو تبرئتهم موضوع تختلط فيه الأبعاد القانونية بالعوامل السياسية، فقد أرجع رئيس تحرير "ميدل إيست آي" ديفد هيرست في تصريح للجزيرة نت تأجيل نشر التقرير إلى اعتبارات قانونية بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن السبب الحقيقي للتأجيل هو تهديد محامي الجماعة باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة.

فالقانون البريطاني -بحسب هيرست- يعطي المدعى عليه في التقارير الحكومية الوقت الكافي للنظر في تفاصيل الدعوى قبل نشرها، وهو الأمر الذي لم يحدث في هذه الحالة، حيث إن رئيس لجنة التحقيق السير جون جنكيز قام بجهد جهيد في استجواب قيادات الإخوان دون تلميح إلى ما توصل إليه، وكان التحقيق يجري باتجاه واحد.
وتساءل هيرست عن ماهية العلاقة بين ما وجدته الحكومة والتقرير الذي أصدره جنكيز نفسه، علما بأن الأخير -بحسب هيرست- برأ الإخوان المسلمين في بريطانيا من أي علاقة بالإرهاب في مصر، لافتا إلى أنه من غير المعروف طبيعة التعبير الذي استخدمه جنكيز في صياغة وصفه لشبكة مؤسسات الإخوان ببريطانيا، وهذا جزء أساسي من التقرير.
وتلخيصا للجدل الكبير الذي رافق تأجيل نشر هذا التقرير، اكتفى الكاتب الصحفي البريطاني الشهير بيتر أوبرن بالقول للجزيرة نت إن هناك غموضا رافق هذه المراجعة، وإنه "كما كان قرار كاميرون إجراءها محيرا، فإن تأخيره نشر نتائجها أمر غير مفهوم".
يذكر أن عددا من المسؤولين الحكوميين حذروا في وقت سابق من أن مطاردة جماعة سلمية تناضل من أجل الديمقراطية، قد يتسبب في تحول أنصارها للانضمام إلى الجماعات الراديكالية المتطرفة.