ناشطو سوريا.. سنوات أربع من الحزن مرّت

لم يلبث أن اكتشف النظام أمر ماجد، فاعتقله لأكثر من عامٍ قبل أن يطلق سراحه فينتقل للغوطة الشرقية التي بدأت تخرج عن سيطرة النظام، وأحصى الناشط ماجد اعتقال النظام أكثر من ستين ناشطا إعلامياً في دمشق وريفها خلال السنة الأولى من الثورة، سقط 23 منهم تحت التعذيب.
بدأ عمل الناشطين الإعلاميين بأدوات بسيطة، ووسائل اتصال تعتمد على شبكات هاتف النظام، ولكن ما لبث أن تغير الوضع مع وجود مناطق تخضع لسيطرة الجيش الحر، ودخول الناشطين إليها، فتمّ اعتماد الكثيرين منهم كمراسلين ميدانيين لوسائل إعلام مختلفة، زودتهم بمعدات متطورة ووسائل اتصال فضائية آمنة.

لكن ما زال هناك حتى اليوم نشطاء يستخدمون هواتفهم النقالة لنقل الصوت والصورة إلى العالم، ولم يخف ناشطون تعرضهم لحالات ابتزاز من جهات إعلامية تدعي الثورية.
وأكد ذلك الناشط مجد الحسن من ريف إدلب، حيث أشار إلى أنه عمل مع أكثر من جهة إعلامية، بناء على وعود منها بإعطائه حاسوبا وكاميرا وتزويده بإنترنت فضائي، إضافة إلى مبلغ صغير، وهو ما لم يتحقق.
"أعمل خدمةً للثورة، لا أريد مقابلا لعملي، كل ما أطلبه هو نفقات الاتصال والتصوير" هذا ما قاله الناشط أحمد اللاذقاني، وأضاف بأنه عمل في التعليم والإغاثة والمساعدة في معالجة الجرحى وكله مجانا.
الشكوى نفسها تحدثت عنها الناشطة الإعلامية جهان حاج بكري، التي أكدت أن ناشطي ريف اللاذقية لا يزالون يعانون بعد أربعة أعوام من الثورة من صعوبة توفير الكهرباء ووسائل الاتصال.
دور فعال
تعمد النظام خلال سنوات الثورة الأربع ملاحقة الناشطين الإعلاميين فاعتقل وقتل كثيرين منهم، وقد وثقت شبكة إعلام الساحل مقتل واعتقال 1312 ناشطاً إعلامياً خلال سنوات الثورة الأربع.
وقال مدير تحرير شبكة إعلام الساحل طارق عبد الهادي للجزيرة نت إن الدور الذي لعبه الناشطون الإعلاميون في الثورة كان كبيرا وفعالا، وكان له أثر بارز في نقل صورة مجريات الثورة، ابتداء من الحراك السلمي، وصولاً إلى التسلح والعسكرة، مروراً برصد الواقع الإنساني والحقوقي حتى يومنا هذا.

تنوعت الأخطار التي تعرض لها الناشطون واختلفت بين منطقة وأخرى، ففي السنة الأولى اقتصر الخطر على ذلك القادم من النظام، وفي السنوات الثلاث اللاحقة، بات الناشطون هدفاً للفصائل المتطرفة إضافةً للنظام، وفي بعض الحالات استهدفهم الجيش الحر.
هناك عشرات الناشطين ممن قتلوا واعتقلوا على أيدي هذه الجهات، ولا يزال الكثير منهم مخفياً، لا تعرف الجهة المسؤولة عن اختفائهم، كما هو الحال مع طارق شيخو بريف اللاذقية وعبود العتيق وعبود حداد في إدلب، إضافةً لأعداد وأسماء أخرى من المختفين بمحافظات حلب ودير الزور والرقة ودرعا.
الناشط أبو جود الحلبي وصف ما يتعرص له الناشطون بأنه خطير جدا، لافتا إلى أنهم يعملون في ظروف صعبة للغاية، حيث لم يعودوا يأمنون على حياتهم بعدما تعددت الجهات التي تستهدفهم.
الضغوطات والملاحقات التي عانى منها الناشطون الإعلاميون دفعت الكثيرين منهم لترك العمل الإعلامي ومغادرة سورية إلى دول اللجوء في أوروبا، ودول النزوح المجاورة لسورية.