جثمان الضاري يوارى الثرى بعيدا عن بلده العراق

صور من تشييع الضاري
نعش الضاري محمول على الأكتاف في مسجد الحسين بعمان (الجزيرة)

الجزيرة نت-عمان

شيع آلاف العراقيين المقيمين في العاصمة الأردنية ومعهم آلاف من الأردنيين واللاجئين السوريين اليوم الجمعة زعيم هيئة علماء المسلمين بالعراق الشيخ حارث الضاري إلى مثواه الأخير في مقبرة سحاب الإسلامية شرق عمان.

وصلي على الشيخ الذي لف نعشه بعلم العراق القديم (المعتمد خلال عهد الرئيس الراحل صدام حسين) في مسجد الحسين غرب عمان، وهو المسجد المشيد قرب قصر الحسينية حيث مقر إقامة ملك الأردن عبد الله الثاني.

وتوفي الضاري بعد معاناة مع المرض، وكان قد انتقل إلى الأردن منذ احتلال العراق عام 2003، ورفض الانخراط في العملية السياسية على مدى السنوات الماضية.

وقدمت السلطات الأردنية تسهيلات كبيرة من أجل نقل جثمان الشيخ الذي وافته المنية أمس الخميس في تركيا، ووفرت لمراسم التشييع ترتيبات لوجستية وحراسات أمنية رفيعة.

‪المشيعون كبروا وهتفوا للعراق‬ (الجزيرة)
‪المشيعون كبروا وهتفوا للعراق‬ (الجزيرة)

هتاف للعراق
وقد رصدت الجزيرة نت مشاهد حزينة ومؤثرة في مسجد الحسين وداخل المقبرة التي دفن فيها الضاري، فحين حمل نعش الفقيد على الأكتاف صدح المشيعون بصيحات التكبير والتهليل والهتاف لبلده العراق.

وشارك المئات من الشخصيات العراقية البارزة في التشييع، ومعها شخصيات رسمية وسياسية أردنية معروفة في مقدمتها إمام الحضرة الهاشمية قاضي القضاة الأردني الدكتور أحمد هليل.

ونعى خطيب الجمعة الأردني الشيخ الضاري، وأكد على رمزيته بالنسبة لسنة العراق. وقال أثناء الخطبة "لقد فقدنا عالما جليلا كان منحازا لأمته وقضاياها، عالما بموته تنقص الأرض من أطرافها".

وأضاف "كان عالمنا الجليل ضد التطرف والإرهاب يؤمن بالآخر ويحاوره، ولقد وقف مواقف لا ينكرها من يعرفه.. كان مع الكتاب والسنة".

‪الدليمي رئيس ديوان الوقف السني سابقا‬ (الجزيرة)
‪الدليمي رئيس ديوان الوقف السني سابقا‬ (الجزيرة)

عالم شجاع
أما مفتي العراق السابق الشيخ عبد الملك السعدي -الذي صلى على الضاري- فقال في تصريح للجزيرة نت أثناء التشييع إن "العالم الإسلامي فقد اليوم رمزا من رموز العلم والشجاعة.. شيخ هوى نجمه على الأمة الإسلامية كلها".

وأضاف السعدي "لقد عايشت الشيخ الضاري منذ الصغر، كان صريحا في الحق، لا يضره من خالفه من أهل الباطل، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ونسأل الله أن يعوض بفقده المسلمين".

وإلى جانب الشيخ السعدي كان يقف إمام الحضرة الهاشمية الذي قال للجزيرة نت إن "فقدان علماء الأمة الذين لهم دور كبير في حمل الإسلام بروحه الوسطية المعتدلة السمحة أمر مؤلم.. لقد فقدت الأمة اليوم عالما جليلا ورجلا من رجالاتها، كان يحمل الحق ويدعو إليه".

ولم يتمالك عدنان الدليمي النائب السابق ورئيس ديوان الوقف السني في العراق سابقا نفسه أثناء تشييع الضاري، وعندما سألته الجزيرة نت عن مشاعره قال في كلمات مقتضبة وهو يذرف الدموع "نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم فقيدنا، وأن يلم شتاتنا، وأن يرجعنا إلى بلادنا، وألا نبقى مهجرين".

وتابع بأسى "نسأله تعالى أيضا أن ينتقم من الذين عادوا أهل السنة في العراق، وأن يحقق لنا الأمان".

أما عضو هيئة علماء المسلمين الدكتور محمد بشار الفيضي فقال للجزيرة نت إن "الشيخ الضاري كان يعلم أن نهايته قريبة، وكان يقول لنا أنتم من بعدي يجب أن تحملوا الراية، وأن تبقى أهدافكم هي هي".

وأردف قائلا "كان يردد أمامنا أهدافا سامية، أولها تحرير العراق ثم توحيده، ثم الحفاظ على هوية البلد، وأن تبقى عربية وإسلامية". وزاد الفيضي "لقد مضى الشيخ، لكننا سنسير على طريقه لتحقيق كل ما كان يصبو إليه".

المصدر : الجزيرة

إعلان