السريان الآشوريون في مرمى تنظيم الدولة

كمال شيخو-الحدود السورية التركية
وذكرت مصادر حقوقية آشورية أن قرابة ثلاثمائة شخص من سكان القرى الآشورية -لا سيما قريتي تل شميرام وتل هرمز- احتجزوا لدى مسلحي تنظيم الدولة، "الذين أحرقوا خمس كنائس على الأقل في تلك المنطقة التي تعرضت للهجوم".
وبشأن مصير هؤلاء المختطفين، قال مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان أسامة إدوارد "لم يتسنّ لنا التأكد من معرفة مكان احتجازهم، وعلمنا من مصادر مطلعة أنهم نقلوا بداية إلى قرية أم المسامير، وفي اليوم التالي تم اقتيادهم إلى منطقة الشدادي التي تخضع لسيطرة التنظيم".

خطف
وأضاف في حديث للجزيرة نت "يقدر عدد المختطفين بأكثر من 280 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن". وأعربَ إدوارد عن خشيته أن يُستخدم هؤلاء المختطفون "دروعا بشرية لمنع قوات التحالف من قصف معاقل التنظيم في جنوب مدينة الحسكة".
أما السيدة الآشورية جانيت -من سكان مدينة القامشلي وأصلها من قرية تل شميرام- فيقتلها القلق نحو مصير أقربائها المختطفين، وتسأل "يا ترى ذُبحوا أم ما زالوا على قيد الحياة؟ "مضيفة أن خطوط الهواتف الأرضية "مقطوعة بيننا، والهواتف المحمولة مغلقة، وعندما تعرضت القرية للهجوم لم يتسن لنا الاتصال بهم على الفور".
وعند سماعها النبأ، بادرت كرستين -التي تسكن مع زوجها في العاصمة السورية دمشق- بالاتصال على الفور مع منزل والدها لتطمئن على مصير أسرتها، ولكن "مفاجأة مرعبة كانت بانتظاري، حيث رد علي عنصر من عناصر تنظيم الدولة، وقال لي إن الدكتور وعائلته غادروا المنزل، وعندما سألته منْ أنت وأين أهلي؟ أجابني: نحن الدولة الإسلامية".
ووفق تقارير دولية، يبلغ أعداد السريان الآشوريين المتبقين في سوريا نحو ثلاثين ألفا من بين 1.2مليون مسيحي في سوريا، يعيش معظمهم في مدينة الحسكة، غير أن هناك أعدادا قليلة منهم تعيش في حلب وحمص والعاصمة دمشق.

نزوح
ونزح كثير من المسيحيين والآشوريين خلال الصراع المستمر منذ أربعة أعوام، وقال الكاتب والباحث في شؤون الأقليات سليمان يوسف يوسف للجزيرة نت "إن وجود جميع الأقليات مهدد في المشرق، الذي دخل في حروب أهلية وداخلية مفتوحة وطويلة، وما لم تستقر هذه الدول وتنتقل إلى دول مدنية ديمقراطية وتحقق الأمن والاستقرار والعدالة لمواطنيها، فإن التهديدات ستبقى قائمة".
واستبعد يوسف حصول هذا الاستقرار "في ضوء الأوضاع الراهنة، وقال إن المطلوب هو توفير الحماية الدولية لهم وفي الوقت المناسب، وإلا سنرى شرقا من غير مسيحيين ومن غير إيزيديين، لأنهم سيبحثون عن أوطان بديلة توفر لهم الأمان والاستقرار والمستقبل لأجيالهم".
وذكر أن الوجهة الأولى لهؤلاء هي دول أوروبا وأميركا التي بدأت تقدم لهم التسهيلات المطلوبة في اللجوء والإقامة.
وطالب نشطاء آشوريون بألا تقتصر قضية السريان الآشوريين على النواحي الإنسانية "وتوفير كيس سكر أو أرز أو طحين فحسب، بل بذل جهود أكبر لحمايتهم لأن الأقلية السريانية المسيحية باتت مهددة، إذا تركت مناطق تواجدها دون حماية".