إسرائيل تحتفي بالسيسي وتصفه بالرجل الحديدي
وديع عواودة-حيفا
وتقارن الإذاعة الإسرائيلية العامة بين قرار مصر اعتبار حماس "تنظيما إرهابيا" وقرار أوروبا تبرئتها من "الإرهاب"، ويستخدم محررها السياسي تشيكو ميناشيه قرار المحكمة المصرية للتدليل على "نفاق وازدواجية معايير" الاتحاد الأوروبي.
وتبدي الإذاعة فرحتها بالقرار وتشيد "بشجاعة" النظام المصري وقدرته على اتخاذ قرارات فعالة ضد حماس والإخوان المسلمين، وهما -برأيها- "تنظيم الدولة" في مصر.
وفي معرض قدحه الاتحاد الأوروبي ومدحه مصر يتساءل تشيكو "من يحتاج لأوروبا في ظل وجود السيسي؟".
انتقادات للغرب
ويلتقي السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة تسفي مازال مع تشيكو في إشادته بالسيسي "القوي" وبنقده موقف الغرب الذي يستنكف عن دعم مصر في وجه "الإرهاب".
ويقول مازال -في تعليق نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– إن أكثر المواقف الغربية غرابة تلك الخاصة بالولايات المتحدة التي ترتبط مع مصر باتفاق معونات أمنية منذ توقيع اتفاقية كامب ديفد مع إسرائيل.
كما يوجه مازال انتقادات مباشرة للرئيس الأميركي باراك أوباما ويأخذ عليه دعمه "الإخوان المسلمين" واعتبارهم تيارا سياسيا أصليا وشرعيا. ويتابع أن أوباما يواصل "تنكره للسيسي في محاربته الإرهاب في سيناء مثلما أن الاتحاد الأوروبي لا يدعمه بالشكل الكافي".
وعلى غرار الإذاعة العامة، يشيد موقع "والا" الإخباري بالسيسي ويصفه في عنوان بارز بـ"الرجل الحديدي في القاهرة الذي يقرن الأقوال بالأفعال في حربه الشجاعة المعلنة على حماس".
ويعتبر الموقع الواسع الانتشار أن السيسي يبرهن على أنه "القائد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يستحق مفاضلته بتشرشل، وهو لا يخشى التحرك ضد تنظيم الدولة في سيناء وربما ضد حماس في غزة ولم يتردد باعتبارها تنظيما إرهابيا".
شهر عسل
صحيفة "إسرائيل اليوم" توقعت في افتتاحيتها اليوم مزيدا من التدهور بالعلاقات بين مصر وحماس، وترى أن المهم بالنسبة لإسرائيل "استقرار مصر واستمرار التعاون الأمني الوثيق بتوجيه من السيسي بين البلدين".
ويعتبر المقال أن قرار المحكمة يعكس تساوق الجهاز القضائي مع النظام الحاكم ومنحه الشرعية، خاصة في القضايا الأمنية التي يتشاطر فيها الرؤية مع إسرائيل.
تحليل الصحيفة العبرية يوافق عليه رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون ببئر السبع البروفيسور يورام ميتال، ويقول للجزيرة نت إن قرار المحكمة يأتي في سياق مناهضة السيسي الإخوان المسلمين.
ويؤكد ميتال أيضا أن علاقات التعاون الأمني والاستخباراتي بين إسرائيل ومصر في السنة الأخيرة عبارة عن "شهر عسل"، ولا سيما أن المؤسستين الحاكمتين في الدولتين تبرزان الأجندة الأمنية.
عدو مشترك
ويستذكر المعلق السياسي في القناة العاشرة رفيف دروكر دور مصر في حرب "الجرف الصامد" على غزة، ويقول إن السيسي وقتها تصرف وكأنه عضو في حزب "البيت اليهودي"، ويتوقع أن تكون الحرب الإسرائيلية القادمة على غزة أكثر شراسة بسبب عداء السيسي لحماس.
سياسيا، يدعو القائد السابق للواء الشمال في الجيش الإسرائيلي الجنرال بالاحتياط عميرام لفين لاستغلال معاداة مصر لحركة حماس نحو التقدم لبناء علاقات إستراتيجية مع دول عربية معتدلة.
ويشير لفين في حديث للجزيرة نت إلى أن "إيران وحركات الإسلام المتطرفة عدو مشترك لإسرائيل ودول عربية، ويفتح هذا العداء بابا أمام مرحلة جديدة من العلاقات الطيبة بينها بعد تسوية الصراع مع الفلسطينيين التي يعتبرها مصلحة إسرائيلية فورية وكبيرة".