دراسة: 2015 الأكثر مأساوية على الفلسطينيين
عوض الرجوب-الخليل
وخلص تقرير سنوي أصدره مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية، إلى أن الربع الأخير من العام كان الأكثر مأساوية على الفلسطينيين.
وبيّن التقرير -الذي أعلنت خلاصته اليوم- حصيلة الانتهاكات الإسرائيلية الخاصة بحقوق الأرض والسكن، من هدم للمساكن وقلع للأشجار ومصادرة للأراضي وأنشطة استيطانية أخرى.
وتظهر المعطيات التي كشفها التقرير أن مساحة الأراضي التي أعلن الاحتلال مصادرتها طوال عام 2015 بلغت 6386 دونما، وذلك من خلال 201 أمر مصادرة غالبيتها كانت في محافظات القدس وبيت لحم وطوباس، مشيرا إلى مصادرة 783 دونما في الهبة الشعبية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.
وتبين المعطيات المدعمة بالخرائط والصور والرسوم البيانية التي عرضها مدير المركز جمال العملة في مؤتمر صحفي بمقر المركز في بلدة حلحول شمال الخليل، أن الغرض من مصادرة الأراضي هو إحداث تواصل وترابط استيطاني بين المستوطنات المحاذية للمناطق المصادرة، وبالتالي تفريغ السكان الفلسطينيين منها.
اقتلاع وهدم
وبيّن العملة أن جيش الاحتلال ومستوطنيه اقتلعوا أكثر من 18 ألف شجرة، منها أكثر من 13 ألف شجرة زيتون بعضها يقدر عمره بمئات السنين، إضافة إلى تهديد أكثر من 34 ألف شجرة أخرى بالاقتلاع. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مساحة الأراضي المعتدى عليها بالتجريف والتدمير طوال 2015 بلغت 6569 دونما.
أما عن حق السكن، فوثق المركز هدم ما مجموعه 645 منشأة ومسكنا (88 منها خلال الهبة)، أعلاها في القدس (208 منشآت) ثم طوباس (144 منشأة) وأريحا (120 منشأة)، مشيرا إلى تهديد 870 منشأة أخرى بالهدم (173 منها خلال الهبة)، مبينا أن عدد الأفراد المهجرين والمتضررين بلغ طوال العام 2180 فردا، بينهم 1108 أطفال.
وفي ملف الاستيطان، ذكر جمال العملة أن عدد المستعمرات في الضفة الغربية بلغ 219 مستعمرة، إضافة إلى 279 بؤرة استيطانية، بنيت فيها -أو تحت الإنشاء- نحو 1300 وحدة استيطانية.
وأضاف أن عدد الوحدات المصادق عليها أو التي طرحت لها عطاءات أو نوقشت مخططات لها بلغ 15 ألفا و264 وحدة، إضافة إلى ما ذكرته صحيفة هآرتس أمس الثلاثاء عن نية حكومة الاحتلال بناء 55 ألف وحدة استعمارية في مستعمرات الضفة الغربية، خاصة في المنطقة المسماة "إي1" (E1) شرقي القدس.
وأشار تقرير مركز أبحاث الأراضي إلى استيلاء الاحتلال على 37 مسكنا، منها سبعة مساكن سُلِّم أصحابها أوامر قضائية لإخلائها لصالح المستوطنين في بلدة سلوان والبلدة القديمة، ضمن مخطط تفريغ سلوان لصالح مخطط الحوض المقدس.
آلية التصدي
ولفت العملة إلى تزايد ملحوظ في أعداد الحواجز الإسرائيلية، حيث بلغت 572 حاجزا، بينها 84 حاجزا أقيمت في الشهور الثلاثة الأخيرة، مشيرا إلى أن أغلب الحواجز تنتشر في الخليل (34 حاجزا) ثم القدس (23 حاجزا) ثم رام الله (11 حاجزا).
وأشار إلى أن توزيع الحواجز كان نهاية 2014 كالتالي: 76 بوابة حديدية، 89 برج مراقبة، 36 حاجزا دائما، 32 حاجزا بالمكعبات الإسمنتية، 33 معبرا، إضافة إلى 119 بوابة على الجدار العازل.
وفي تعليقه على النتائج أوضح جمال العملة للجزيرة نت، أن الفلسطينيين يدخلون العام الجديد بحجم مذهل من الانتهاكات دون قدرة على إيقافها، داعيا القيادة السياسية والمؤسسات الأهلية ومكونات الشعب الفلسطيني إلى وضع خطة للمواجهة.
وأضاف أن التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية يعري الاحتلال إعلاميا ودوليا، لكنه لا يوقف المصادرة والهدم على أرض الواقع، وعليه "لا بد من حشد دعم للمزارع والإنسان الفلسطيني لإبقائه على أرضه، لأنه الوحيد الذي يستطيع حماية الأرض بما في ذلك القدس".
وذكر أن عشرات آلاف من الفلسطينيين يتوزعون في المناطق المصنفة (ج) في اتفاقيات أوسلو، وهم جاهزون للعمل والبقاء والدفاع عن حقوقهم لكنهم بحاجة للمساندة، داعيا إلى الزحف إلى هذه المناطق وفرض الأمر الواقع بالبناء المنظم، لأنه ليس أمامنا غير ذلك في ظل رفض طلبات الترخيص أو المماطلة في الموافقة على عدد لا يذكر منها.