داريا.. صراع الموت من أجل الحياة
عمار خصاونة-الجزيرة نت
وقال النقيب أبو جمال قائد لواء شهداء الإسلام في الجيش الحر، إن قوات النظام السوري تحاصر داريا منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بعد سيطرة الجيش الحر على كافة النقاط العسكرية للنظام على أطراف المدينة.
وأوضح أبو جمال في حديث للجزيرة نت، أن قوات النظام حاولت على مدار سبعة أشهر اقتحام المدينة دون جدوى، وهو ما دفعها إلى تشديد الحصار.
وأكد أن الجيش الحر تمكن من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف النظام منذ بدء الحصار حتى الآن, تجاوزت خمسة آلاف جندي من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة, وتدمير أكثر من ستين آلية عسكرية، واغتنام مصفحات وعشرات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وأشار النقيب إلى أن الجيش الحر يسيطر على نقاط مهمة على أطراف المدينة تشرف على مطار المزة العسكري, في حين لا يبعد أوتستراد دمشق درعا الدولي عن الجيش الحر سوى 1400 متر, كما أن القصر الجمهوري الذي يقيم فيه بشار الأسد لا يبعد عنهم سوى سبعة كيلومترات.
وفي سياق متصل, قال عضو المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة داريا هيثم غزال إن هناك 1300 عائلة محاصرة داخل داريا تعيش ظروفا قاسية بسبب نقص كبير بكافة مقومات الحياة خصوصا في الشتاء, حيث يقوم الأهالي بحرق الأثاث المنزلي الخشبي للتدفئة, وحرق البلاستيك لاستخراج وقود تشغيل المولدات الكهربائية ومضخات المياه ليستطيعوا زراعة الأراضي المتاحة بمحاصيل صيفية وشتوية لتأمين الغذاء.
وأفاد غزال بأن من بين المحاصرين 2300 امرأة و6500 طفل و75 شخصا بحاجة ماسة للعلاج خارج المدينة لأنهم يحتاجون لمستشفيات تمتلك معدات طبية كاملة.
وبمعزل عن الظروف المعيشية المؤلمة, فإن أطفال داريا اليوم باتوا محرومين من تعليمهم كما حرموا من طفولتهم.
وتحدث غزال عن وجود 4800 طفل داخل داريا أعمارهم بين السادسة والثامنة عشر حرموا من التعليم بسبب تدمير النظام السوري المدارس والمنشآت التعليمية, وعدم وجود كوادر تعليمية كافية, وغياب أماكن آمنة لتجميع الطلاب من أجل تلقي التعليم.
وبحسب عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لداريا شادي مطر، فإن هناك أكثر من 1291 قتيلا منذ بدء حصار المدينة قبل ثلاثة أعوام, أغلبهم وقع ضحية قصف طيران النظام السوري, منهم 266 توفوا بسبب عدم توفر الإمكانات الطبية لعلاج إصاباتهم.
وأشار مطر إلى أن عدد البراميل المتفجرة الملقاة على المدينة منذ بداية الحصار حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بلغ 3500 برميل, في حين تجاوز عدد البراميل منذ بداية الشهر الحالي المئتين، وهو ما تعكسه مشاهد الدمار الواسعة في المدينة التي باتت كثير من أحيائها أطلالا.