إسرائيل تناور بحظر زيارة أعضاء الكنيست للأقصى

وديع عواودة-حيفا
وأبلغ قائد شرطة الاحتلال الجنرال بينتسي ساو أعضاء الكنيست أول أمس بالقرار قائلا إنه اتخذ "بعد مشاورات قضائية وأمنية وبهدف عدم تأجيج الأوضاع في ظل توتر يسود المكان منذ أسابيع". ونبه إلى "تبعات خطيرة لزيارات الأقصى تتمثل في أعمال شغب وعمليات إرهابية قاتلة كالتي شهدنها في القدس والضفة".
لكن أصواتا في إسرائيل ترى في قراري حظر زيارات وزرائها ونوابها للحرم القدسي الشريف مجرد "مناورة علاقات عامة إسرائيلية وخطوة مؤقتة لتحقيق مكاسب سياسية ومحاولة امتصاص غضب الفلسطينيين"، وذلك حسب تعبير عضو الكنيست باسل غطاس (القائمة المشتركة) الذي قال للجزيرة نت إن إسرائيل تتطلع من خلال هذا الإجراء إلى الظهور "بصورة من يسعى إلى التهدئة، وطمس حقيقة أنها هي سبب التوتر والصدام باعتبارها دولة محتلة".

وأكد غطاس -الذي زار الحرم القدسي الأسبوع الماضي- أن إسرائيل تتحمل مسؤولية سفك الدم الحاصل بتشجيعها اقتحامات الأقصى والسعي لتقاسم الأقصى بشكل متصاعد في السنوات الأخيرة، منبها إلى أن الحظر الإسرائيلي "تكتيك مؤقت ليس إلا"، كما حذر من "مساواة الجلاد بالضحية" "مؤكدا "حق العرب والمسلمين بزيارة الأقصى متى شاؤوا".
ونبه غطاس إلى "خطورة الامتثال لقرار إسرائيل بحظر زيارة الحرم، لأن مثل هذه الحالة تمنح الشرعية لسيادة الاحتلال على الحرم، ولذا سنزور الأقصى كلما شئنا ذلك".
من جهته اعتبر رئيس قرارت "لجنة الآداب" في الكنيست الإسرائيلي يتسحاق فعكنين (شاس) القرار "شاذا لأنه يقيد حرية الحركة"، لكنه قال إن الهدف منه هو "تحاشي إشعال النار في المكان في ظل الأوضاع الأمنية، وجاء عملا بمسؤولية النواب عن تهدئة الأوضاع وخفض التوتر والعنف". كما رجح التزام الوزراء والنواب بالقرار في ظل الأوضاع الأمنية المتفجرة، واعتبر أن منع زيارة النواب لـ"جبل الهيكل مؤقت واستثنائي".
وترى المعلقة الإسرائيلية طال شنايدر في قرار الشرطة الإسرائيلية "إجراء مؤقتا يعكس موقف المؤسسة الأمنية الباحثة عن خفض ألسن اللهب والتوتر المنتشر في البلاد، وتوقيته تكتيكي فقط" لكنها استبعدت "انتهاء موجة العنف قريبا".
أما عضو الكنيست شولي معلم رفائيل (البيت اليهودي) فعبرت عن غضب أوساط اليمين المتشدد من القرار المذكور الذي طعنت فيه قائلة "إنه لم يوقف العمليات الإرهابية مثلما لم يوفر قرار نتنياهو المماثل الهدوء متهمة الفلسطينيين باستنساخ التاريخ.
وأضافت في مقال لها بموقع "واينت" الإخباري تقول "إن مشاعر الحنين لزيارات جبل الهيكل ليست غيبية بل سيادية تاريخية، فجبل الهيكل مصدر شرعية الحكم اليهودي في البلاد كافة". لكنها لم توضح ما إذا كانت ستلتزم بالقرار أم لا.