أكبر قمة للمناخ تفتتح أعمالها في باريس
انطلقت فعاليات أكبر قمة للمناخ في تاريخ الأمم المتحدة بمشاركة نحو 150 رئيسِ دولة وحكومة، وذلك لمناقشة جملة من القضايا، على رأسها اتفاق جديد للحد من انبعاث الكربون.
من جهته دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمته إلى التحرك الجاد لإيجاد حل لمشكلة التغير المناخي، معتبرا أن العالم يواجه تحديين اثنين، هما الإرهاب والتغير المناخي.
وأضاف أنه "لا بد أن نترك لأطفالنا عالما خاليا من الرعب ومن الكوارث التي تصيب الكرة الأرضية".
وحذر من أن الاحتباس الحراري ينذر بالنزاعات الدولية ويتسبب بحركات نزوح تفوق تداعيات الحروب.
وتعلّق على قمة باريس آمال بالتوصل إلى اتفاق تاريخي كان منتظرا من قمة سابقة في كوبنهاغن قبل ستة أعوام.
ويقول معظم العلماء إن الإخفاق في الاتفاق على إجراءات فعالة في باريس, سيجعل العالم يشهد ارتفاعا غير مسبوق في متوسط درجات الحرارة, مع تغيرات مناخية ستؤدي إلى ظواهر أكثر حدة.
ويشارك في القمة -التي تستمر أعمالها أسبوعين- عشرة آلاف مندوب ومراقب وصحفي لتكون أكبر مؤتمر للأمم المتحدة بشأن المناخ، إضافة إلى أكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى هامش القمة، يجد قادة الدول في هذا التجمع فرصة لإجراء العديد من اللقاءات الثنائية التي تتناول مواضيع أخرى غير المناخ.
فقد أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن الأمل في لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد أن أسقط سلاح الجو التركي طائرة حربية روسية تقول السلطات التركية إنها اخترقت أجواء البلاد.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده ستنظم العديد من اللقاءات الثنائية، مشيرا إلى أن الجميع يريد استغلال هذه الفرصة.
إجراءات أمنية
وشهدت باريس إجراءات أمنية مشددة من أجل القمة، وذلك عقب الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجارين إذ خصصت وزارة الداخلية ثمانية آلاف شرطي وعنصر أمن من أجل حماية الحدود، فضلا عن نشر 2800 عنصر أمن في منطقة بورجيه حيث انعقاد القمة.
كما طلبت الشرطة من المواطنين عدم الخروج من منازلهم اليوم وغدا إلا في حالات الضرورة، وعدم استخدام وسائل النقل العامة، وأغلقت العديد من الطرق "لدواع أمنية".
وتأتي هذه القمة بعد يوم من احتجاجات دفعت سلطات الأمن إلى اعتقال العشرات واستخدام الغاز المدمع لتفريق العشرات من نشطاء البيئة للمطالبة بضرورة اتخاذ قرارات من شأنها الحد من التغيرات المناخية.
وبدلا من التظاهر، لجأ بعض الناشطين إلى ترك آلاف الأحذية التي يزيد وزنها على أربعة أطنان -طبقا للمنظمين- في ساحة الجمهورية.