إسرائيل وجنوب السودان.. سنوات من التعاون

مثيانق شريلو-جوبا
وقد سمحت الرقابة العسكرية في تل أبيب مؤخرا بصدور كتاب جديد يحمل اسم "مهمة الموساد في جنوب السودان"، يكشف عن تفاصيل تدخل جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة "الموساد"، في عملية تقسيم السودان وبناء القوة العسكرية والاقتصادية للانفصاليين الجنوبيين منذ ستينيات القرن الماضي وحتى انفصال جنوب السودان رسميا في يوليو/تموز 2011 الذي يعد حسب الكتاب "إنجازا إسرائيليا ونجاحا خاصا للموساد".
كما أقر جوزيف لاقو، مستشار الرئيس سلفاكير ميارديت للمهمات الخاصة، وزعيم حركة الأنيانيا الجنوبية الانفصالية في خمسينيات القرن الماضي، في كتابه "حركة تحرير جنوب السودان"، بالدعم الذي قدمته إسرائيل للحركة، أثناء قتالها ضد حكومة الخرطوم.

تدريب عسكري
وأشار لاقو في كتابه إلى أنه زار تل أبيب في ستينيات القرن الماضي، وحصل على تدريب عسكري مع مجموعة من الضباط الجنوبيين في إسرائيل وفي مناطق أخرى داخل جنوب السودان، ومن أبرز هؤلاء الضباط جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان، وإليسون موناني مقايا أول وزير داخلية في جنوب السودان عقب الانفصال.
من جانبه كشف مسؤول استخباري سابق في الحركة الشعبية لتحرير السودان عن مساهمة إسرائيل في دعم حركة قرنق عبر تدريب مجموعات كبيرة من الشباب الجنوبي داخل إسرائيل، بعد أن وصلت إليها تلك المجموعات عن طريق القاهرة، وأضاف "يبدو أن حكومة حسني مبارك كانت على علم بهذا الأمر".
وأضاف المسؤول -الذي فضل عدم الافصاح عن اسمه- للجزيرة نت أن هذه المجموعة ومجموعات أخرى ظلت تتلقى التدريب على العمل الاستخباري وحرب المدن والمهمات الخاصة داخل إسرائيل لدعم العقيدة الانفصالية، في وقت كانت تقوم فيه مجموعة أخرى من الموساد بتدريب جنود آخرين داخل أراضي جنوب السودان.

تعاون قوي
بدوره أوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الكاثولوكية بجوبا جيمس أوكوك أن كل الدوائر اللصيقة بصنع القرار في جوبا أو الخرطوم كانت تعلم جيدا أن إسرائيل لعبت دورا محوريا في انفصال جنوب السودان عبر الأنشطة التي كانت تقوم بها جماعات اللوبي اليهودي في أميركا وأوروبا.
وقال -في حديثه للجزيرة نت- إن "توجهات اللوبي اليهودي كانت تدعم فقط المواقف التي تدعو لانفصال جنوب السودان وإن الكثير من الصفقات قد تمت من أجل هذا الأمر، بالإضافة إلى الدعم العسكري والسياسي المباشر للحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان".
ولفت أوكوك إلى أن الوجود الإسرائيلي القوي في جنوب السودان ساهم في انفصالها عام 2011، مؤكدا أن نشر الكتاب في هذا التوقيت جاء متأخرا جدا في التطورات التي تشهدها الدولة الوليدة حاليا.