الإساءة للسودانيين بمصر.. جرائم فردية أم متعمدة؟

عبد الرحمن محمد-القاهرة
"نتعرض مؤخرا لإهانة وامتهان تحت ذريعة تنفيذ إجراءات جديدة للحفاظ على الأمن الوطني"، كانت هذه الكلمات بداية حديث أبي صالح السوداني الأربعيني للجزيرة نت، وذلك بعد دقائق من الحذر والتخوف تخلى عنهما قليلا بعد وعد بعدم ذكر اسمه كاملا.
أبو صالح الذي يدير محلا لبيع المنتجات السودانية في أحد أحياء القاهرة منذ بضع سنوات، كشف أن هذه الانتهاكات التي يرتكبها رجال ينتسبون للأمن هي الأولى من نوعها بالنسبة له منذ قدومه إلى القاهرة.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن العديد من معارفه السودانيين يتعرضون للمضايقات ذاتها ومنها التفتيش الذاتي أمام المارة ومصادرة أي عملات أجنبية تزيد قيمتها عن خمسمئة دولار إذا لم يكن لدى صاحبها ما يثبت ملكيته لها، وهو طلب غير منطقي، حسب أبي صالح.
وأشار إلى أنهم يتعرضون كذلك لمعاملة غير آدمية في مقرات الاحتجاز والتوقيف، متسائلا "إذا كانت هذه إجراءات أمنية جديدة فلماذا يختص بها السودانيون؟ وهل يجرؤ الأمن المصري على اتباعها مع إخواننا من الخليجيين المقيمين في مصر؟".
ومؤخرا، أدانت الحكومة السودانية تزايد حالات الانتهاكات بحق السودانيين في مصر، مبدية أسفها لمقتل 16 سودانيا على يد شرطة الحدود المصرية في العريش، في حين قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إن "انتهاكات السلطات المصرية بحق السودانيين شملت التفتيش وسلب الممتلكات والاحتجاز والاستهداف في المقاهي والشوارع وبعد القيام بالمعاملات المصرفية".

إجراءات تعسفية
وفي هذا السياق، قال الناشط السوداني والمنسق العام للتحالف العربي من أجل السودان وضاح تابر إن "التضييق في الأساس يستهدف من يقومون بتحويل العملة من السودان إلى مصر، حيث تعد هذه طريقة أوفر من تحويلها عبر البنوك ومراكز التحويل".
ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أنه تزايدت مؤخرا شكاوى السودانيين في مصر -والتي تصل إلى التحالف- من تعرضهم لإجراءات تعسفية، خاصة في مناطق تجمعهم المعروفة كميادين العتبة وعابدين وشارع جامعة الدول العربية.
ولفت إلى أن هذه الشكاوى تفيد بأن رجال الأمن بمجرد معرفتهم بأن أحد الأشخاص من السودان يقومون بتوقيفه وتفتيشه بشكل مهين أمام المارة، وإذا وجدوا معه عملة أجنبية يتم اقتياده إلى مركز الشرطة وعرضه على النيابة.
وتابع تابر "الأسوأ من ذلك هو استغلال عدد من المدنيين لهذه الأجواء وانتحالهم الصفة الأمنية وقيامهم بنهب أموال من يصادفونهم من السودانيين".

عقلية صبيانية
بدوره أكد النائب المصري السابق عن محافظة شمال سيناء يحيى عقيل للجزيرة نت أن "سلطة الانقلاب تتصرف في البعد الإستراتيجي لمصر وأهم محاور الأمن القومي وهو الجوار السوداني بعقلية صبيانية".
وتابع عقيل المقيم في السودان "النظام يتعمد إذكاء الكراهية لدى السودانيين تجاه إخوتهم المصريين الموجودين في السودان ويتصرف دون أدنى مسؤولية"، مستبعدا في الوقت ذاته أن تؤثر تلك السياسة على موقف السودانيين من المصريين المقيمين لديهم، لأن عداوة النظام المصري لشعوب العالم العربي والإسلامي وخاصة أصحاب المشروع الإسلامي باتت معلومة للجميع، على حد قوله.
وشكك عقيل في أن يكون مقتل السودانيين الستة عشر تم على الحدود مع إسرائيل، مبررا ذلك بأن أهالي سيناء أنفسهم لا يستطيعون الوصول إلى النقطة التي تم إعلان مقتل السودانيين فيها.

مجرد مزاعم
في المقابل قالت رئيس وحدة دراسات السودان بمركز الأهرام للدراسات أماني الطويل إن "ما تم تناقله من روايات متعلقة بحدوث تجاوزات بحق السودانيين في مصر هي مزاعم تحتاج إلى تحقيق قبل الأخذ بها".
وتابعت في حديثها للجزيرة نت "السودانيون يعاملون بشكل عام كما يعامل أي مواطن عربي وذلك أيضا طبقا لشهادات الكثير منهم، إلا من امتهن الجريمة أو تجارة العملة فهؤلاء من الطبيعي أن يتم التعامل معم بحزم".
جدير بالذكر أن وزير العدل السوداني عوض حسن النور يزور مصر للقاء نظيره المصري أحمد الزند والنائب العام نبيل صادق، بهدف متابعة التحقيقات في القضايا التي تخص مواطنين سودانيين، خاصة بعد مقتل عدد من السودانيين في سيناء.