هل تنجح روسيا باستمالة فصائل كردية سورية؟

كمال شيخو-الحدود السورية التركية
وقال -في تصريحات صحفية حينها- إن المعارضة السورية في ميدان القتال طلبت من موسكو تنفيذ غارات جوية، ولم يكشف حينها بوتين أي تفاصيل عن هذه الفصائل ولكن صدرت عدة تصريحات من فصائل سورية وكتائب تابعة للجيش السوري الحر تنفي أي اتصال مع روسيا.
وتشن روسيا غارات جوية على مناطق مختلفة في سوريا منذ نحو شهرين، وتدعي أن عملياتها العسكرية تستهدف مواقع تابعة لتنظيم الدولة، إلا أن قوى سورية معارضة ودولاً عربية وغربية أكدوا أن الغارات استهدفت مواقع تابعة للمعارضة السورية المعتدلة، وأوقعت عدداً من الضحايا المدنيين.

تنسيق مع التحالف
وبخصوص الكشف الروسي قال المتحدث الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال سلو "لسنا المقصودين بهذا الكلام، لأننا ننسق فقط مع قوات التحالف الدولي"، وأكد سلو للجزيرة نت أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقدم لقواته الغطاء الجوي والسلاح والذخيرة.
وألقت واشنطن دفعة جديدة من الذخيرة لمقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الفائت، وهذه هي المرة الثانية التي تتخذ فيها الولايات المتحدة خطوة لتسليح هذا التحالف الذين يضم جماعات كردية وآشورية ومن العشائر العربية وقوامه نحو خمسة آلاف مقاتل، ويعمل لاستعادة أراض سيطر عليها تنظيم الدولة.
ورغم نفيه التنسيق مع روسيا لم يخف العقيد سلو تأييد التدخل الروسي "إذا كان لمكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية وأخواتها مثلما يقولون"، وأشار إلى أن قواته لا تمانع بالتنسيق مع روسيا وتشكيل غرفة عمليات مشتركة "في حال طلب منا التحالف الدولي التنسيق" معها.
وتدور معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم الدولة من جهة ثانية في جنوب مدينة الحسكة والتي تقع في شمالي شرقي سوريا.
وأوضح سلو أن قواته استعادت مناطق عديدة بدعم وغطاء جوي من طيران التحالف الدولي تقدر مساحتها بنحو 1400 كيلومتر مربع، وتضم ناحية الهول وحوالي مئتي قرية وعشرات المزارع.

عدو مشترك
من جانبه اعتبر المسؤول العسكري الكردي في وحدات حماية الشعب حسين كوجر، أن جميع القوى -روسيا والتحالف الدولي وقواته- تهدف لقتال تنظيم الدولة وبالتالي فجميع "هذه القوى لديها عدو مشترك وهدف واحد".
وأكد -في حديث للجزيرة نت- أن الموقف الإيجابي من التدخل الروسي "ليس على حساب تحالفنا مع قوات التحالف الدولية والولايات المتحدة"، وشدد على تنسيق العمليات العسكرية مباشرة مع التحالف الدولي وتزويده بحيثيات المعارك.
وأشار القائد الميداني إلى أن وحدات الحماية تحارب "التنظيمات المتطرفة منذ أربع سنوات"، مبينا أن "كل من يحارب هذه التنظيمات سيما تنظيم الدولة لدينا التقاء مصالح معهم".
وربط الاستعداد للتعاون مع روسيا وأميركا "في حال احترمت روسيا وأميركا الإرادة الكردية والإدارة الذاتية وتضحيات وحدات الحماية".
في المقابل يرى الكاتب الكردي هوشنك أوسي أن أي تقارب مع روسيا، سيكون على حساب العلاقة مع واشنطن، وقال -في حديث للجزيرة نت- إنه "لا يمكن لحزب الاتحاد الديمقراطي والقوات الكردية، إرضاء طرفين بينهما صراع نفوذ ومصالح بمنطقة الشرق الأوسط والعالم".
وأتهم أوسي حزب العمال الكردستاني بالسعي للتقرب من موسكو للضغط على تركيا عبر التلويح بوجود حليف جديد للحزب، وأوضح "حزب الاتحاد الديمقراطي أو ما يعرف اختصارا بـ(بي واي دي) هو مجرّد واجهة أو أداة تنفيذيّة بيد العمال الكردستاني".
واعتبر أوسي أن النظام الذي يحكم روسيا يتعاطى مع الأزمة السوريّة بمنطق المافيا، وتساءل مستغرباً "هل يمكن الحديث عن ضمان في أيّة علاقة مع المافيا؟".