الإقرار باغتيال المبحوح رسالة تهديد إسرائيلية
عوض الرجوب-الخليل
ووفق قراءة فلسطينية لما ورد في فيلم "اغتيال في دائرة مغلقة" للصحفي الإسرائيلي يوآف ليمور، فإن الفيلم وتوقيت نشره يمثلان رسالة للقوى الفاعلة، خاصة حركة حماس، بأن يد إسرائيل طويلة من جهة، ورسالة طمأنة لجيش الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي بالمقدرة على تتبع المسؤولين عن العمليات حيث كانوا، من جهة ثانية.
وكشف الفيلم الإسرائيلي أن العملية -التي فككت رموزها شرطة دبي آنذاك- سبقتها محاولة أخرى لاغتيال المبحوح سنة 2009 بواسطة السم في دبي أيضا، حيث توجه حينها المبحوح إلى سوريا وتلقى العلاج هناك.
رسائل إسرائيلية
القيادي في حركة حماس فازع صوافطة أكد أن فيلم القناة الإسرائيلية الثانية يأتي في وقت تتسع فيه الهبة الجماهيرية ضد الاحتلال، في مقابل فشل الاحتلال في السيطرة على الأوضاع، بهدف "رفع معنويات المجتمع الإسرائيلي وجنود جيش الاحتلال عن طريق الإيحاء بقدرة إسرائيل على تتبع وملاحقة قادة المقاومة".
وأشار صوافطة -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الاحتلال لم يتوقف يوما عن الاغتيال، دون أن يستبعد تخطيطه لعمليات اغتيال جديدة تستهدف القيادات الفاعلة في الميدان العسكري بشكل خاص خارج فلسطين، وإيصال رسالة بأن مصيرها سيكون مثل مصير المبحوح لو تدخلت وحاولت التأثير على الوضع الحالي بالضفة.
من جهته، لفت مدير مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي علاء الريماوي إلى توقيت بث الفيلم، موضحا أن بث الفيلم جاء في وقت كثر فيه حديث قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين عن عودة سياسة الاغتيالات.
وأضاف للجزيرة نت أن بث الفيلم جاء متزامنا مع حديث إسرائيلي متكرر عن القيادي في حماس الشيخ صالح العاروري وتحميله مسؤولية عدة عمليات، موضحا أن "القناة الثانية تحدثت عن العاروري، كما أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تحدث عنه في لقائه الأخير مع الرئيس الأميركي باراك أوباما".
وقال إن "قرار العودة لسياسة الاغتيالات اتخذ إسرائيليا، وأعلن ذلك قادة أمنيون وسياسيون، وتجري تهيئة وتدجين المجتمع الإسرائيلي للعودة لهذه السياسة"، وتابع "فضلا عن كون الفيلم رسالة لحماس بالدرجة الأولى، ففيه رسالة تخويف للمجتمع الفلسطيني وقوى المقاومة خاصة المتهمة بالوقوف وراء العمليات الأخيرة ضد الاحتلال وتمويلها بأن إسرائيل حاضرة".
ورفض الريماوي التقليل من شأن عملية اغتيال المبحوح، وإن شابتها أخطاء عملياتية اعتبرتها أوساط إسرائيلية إخفاقا، موضحا أن المبحوح لم يكن شخصية هامشية بل له وزنه في حركة حماس، وإن كان اغتياله لا يؤثر عليها.
تصعيد خطير
بدوره، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت "إن إسرائيل أرادت من خلال الفيلم إرسال رسائل إلى الفصائل الفلسطينية بأن يدها طويلة وقادرة على تصعيد القمع والنيل من قياداتها".
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن فشل إسرائيل في مواجهة الهبة الحالية رغم ما اتخذته من إجراءات يدفعها إلى ما يمكن تسميته إعادة شحن بطاريات قوة الردع الإسرائيلية، عبر عمليات الاغتيال".
وشدد شلحت على أن إسرائيل اتخذت أقصى ما يمكن من إجراءات، ولم تنجح في وقف الهبة لأن طابعها غير فصائلي على الأغلب، ولم يتبق لها إلا العودة لسياسة الاغتيالات في الخارج والإيحاء بأن يدها طويلة ويمكنها الوصول لمن تريد في أي مكان في العالم.