علاء

مرّ السوري علاء هود (29 عاما) بتجارب عديدة منذ افتراقه عن زوجته هبة وولده جبريل، وهروبه من سوريا في مخاطرة لم يكن واثقا من نجاحها. غرق القارب الذي أقله من تركيا إلى اليونان، وأمضى ساعات في البحر حتى عثر عليه خفر السواحل اليونانية وأنقذوه. ومن أثينا تولت عصابة تهريب أمر إيصاله إلى فرانكفورت.
خلال فترة الفراق، تواصل علاء مع زوجته هبة وابنه جبريل عبر هاتفه الذكي، وغالبا ما كانت جودة الإنترنت في سوريا غير كافية لإجراء مكالمات بالصوت والصورة عبر برنامج "سكايب |
في شتاء عام 2014 انتهى المطاف بعلاء في منطقة "أيفل" الألمانية حيث عاش مع سبعة لاجئين عشرة شهور، على أمل أن تعترف السلطات بطلب لجوئه السياسي، وأن يُسمح له بإحضار عائلته. في يوليو/تموز الماضي تم الاعتراف بطلبه، وحصل على سكن في مدينة بون.
خلال فترة الفراق، تواصل علاء مع زوجته هبة وابنه جبريل عبر هاتفه الذكي، وغالبا ما كانت جودة الإنترنت في سوريا غير كافية لإجراء مكالمات بالصوت والصورة عبر برنامج "سكايب". في الليلة التي سبقت وصول زوجته وابنه إلى ألمانيا لم ينم علاء تقريبا؛ فقد كان قلقا بشدة.
يوم ونصف
استغرقت رحلة هبة -البالغة من العمر 26 عاما- وابنها جبريل بالسيارة يوما ونصف اليوم من دمشق إلى لبنان، ثم نحو أربع ساعات بالطائرة من بيروت إلى مطار دوسلدورف بألمانيا. ورغم طول الرحلة نسبيا، فإنها تبدو سعيدة وتقول "أنا سعيدة جداً بحياتي الجديدة الآمنة في ألمانيا. أخيرا أستطيع العيش مرة أخرى مع عائلتي".
عن فترة الافتراق القسري عن زوجها الذي اقترنت به قبل أربعة أعوام، تقول هبة "افترقنا قبل سنة وشهر وخمسة أيام، وهذا كان عذابا وقد اشتقت إليه كثيرا". وعن الأهوال التي شاهدها جبريل ابن الأعوام الثلاثة، تقول "في سوريا كان جبريل يضع المخدة على أذنيه كي لا يسمع صوت الطائرات والقنابل".
بالنسبة لعلاء هذا أجمل يوم في حياته. لا وقت الآن لالتقاط الأنفاس بالنسبة للعائلة الشابة، فالأب يريد في الحال شراء دراجة هوائية لابنه، كما اصطحب زوجته وابنه إلى مكتب السلطة المسؤولة عن الأجانب لتقديم طلب للحصول على مسكن جديد.