الخرطوم وطهران.. بداية التوتر كلمة

عماد عبد الهادي-الخرطوم
يعتبر محللون سودانيون انتقادات إيران لبلادهم بسبب مشاركتها في قوات التحالف العربي في اليمن تهديدا مبطنا يعكس حال العلاقة بين البلدين، بعد فشل المحاولات الإيرانية المتكررة لجر السودان إلى معسكرها بهدف كسب عمق مؤثر في الوطن العربي والبحر الأحمر. ويربط هؤلاء بين انتقال إيران من "محور الشر" إلى الصداقة مع الغرب بعد الاتفاق النووي، ويرون أن ذلك "فتح شهية طهران لتهديد المحور العربي الذي يمانع توسعها في المنطقة".
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد انتقد السودان السبت الماضي لانضمامه إلى التحالف العربي في اليمن، وقال إنه "لن يجديه نفعا، وذلك بعد مرور أسبوع على وصول قوات سودانية إلى ميناء الزيت بعدن للمشاركة في قوات التحالف العربي للمشاركة في استعادة الشرعية في اليمن.

تحفظ رسمي
ورأت الحكومة السودانية عدم مجاراة الجانب الإيراني في رسائله، حيث اعتبر مسؤول سوداني فضل عدم الكشف عن اسمه أن إيران "تسعى لالتهام المنطقة بأسرها، والحكومة السودانية ترى عدم الخوض في أي مساجلات مع طهران وهي تعلم دورها في المنطقة وليست بحاجة إلى نصائح منها".
وأضاف "تعتقد طهران بعد تقاربها الجديد مع الغرب أن بيدها تركيع وهدم كل المنطقة برغبة الغرب حينا وغض طرفه عن ممارساتها أحيانا"، معتبرا أن دبلوماسية العصا التي ترفعها إيران حاليا لن توقف تعاون السودان مع محيطه العربي والإسلامي.
وفي تقييمه للموقف، قال المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إن "هدف إيران فتح باب للغرب عبر السودان، وبالتالي فإن مناهضته لمشروعها يدفعها للحديث بلهجة غير دبلوماسية، وتبدل الحال الإيراني من كونه العدو الأول للغرب إلى الصديق سيسمح لطهران بالكشف عن إستراتيجيتها غير المعلنة، لذلك فهي غير مستعدة لفقدان السودان بهذه السهولة".
ويعتقد خاطر -في تصريحه للجزيرة نت- أن إيران تسعى لإرسال رسالة للسودان بأن عليه تجنب اتخاذ جانب معسكر أعدائها في التحالف العربي، ودعم الموقف الذي تمثله هي.
أما الكاتب خالد التجاني، فقال للجزيرة نت إن طهران "تعتقد أن الخرطوم تتعرض لضغوط خارجية دفعتها لإرسال قواتها لليمن، وتحاول جعل السودان بعيدا عن منظومة التحالف العربي ولو بالترهيب، ويبدو أنها تيقنت عدم عودة السودان إلى معسكرها من جديد، وتسعى بالتالي إلى تقديم بعض المنبهات لعله يتوقف على الأقل عن دعم المشروع التحالفي للعرب في اليمن".