زيادة سعر الخبز تغضب أنصار الأسد
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
دون مقدمات، أصدرت الحكومة السورية قرارا برفع أسعار الخبز بنسبة 40% اعتبارا من منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، الأمر الذي أثار استهجان السوريين في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد وغضبهم.
وتتبع الحكومة طريقة تعبئة كل ثمانية أرغفة من الخبز في كيس واحد، بما يعادل 1.5 كيلوغرام، كانت تبيعه للمواطن بسعر 35 ليرة سورية، ليصل إلى خمسين ليرة (15 سنتا أميركيا) بعد رفع أسعار الخبز.
ويشير اقتصاديون إلى أن السعر الجديد يبقى زهيدا مقارنة بأسعار الخبز عالميا، ولكنهم يرون أنه بات سعرا باهظا مقارنة بدخل الأسرة السورية الذي لا يتجاوز في العادة مئة دولار شهريا.
سبب الزيادة
الباحث الاقتصادي مصطفى الأحمد، أكد أن هذه الخطوة تأتي استمرارا لخطة النظام التي اعتمدها مؤخرا لرفع الدعم عن المواد الغذائية والاستهلاكية بشكل كامل، لا سيما الخبز والدقيق والماء والكهرباء والوقود.
وقال -في حديث للجزيرة نت- "هناك ترابط دائم بين زيادة الأجور التي يقرها النظام -ولو كانت بسيطة- وبين زيادة الأسعار بشكل عام، ولكن زيادة أسعار الخبز تشكل كارثة على المواطن السوري لاعتماده عليه بشكل رئيسي في طعامه، وبالتالي استهلاكه بكميات كبيرة".
وأرجع الأحمد لجوء النظام لرفع سعر الخبز إلى خواء خزينته وعجزه عن الاستمرار في دعمه، إضافة لاضطراره لشراء القمح من الأسواق العالمية بعدما انخفضت كمية مشترياته من القمح السوري إلى أقل من الربع بسبب امتناع المزارعين عن بيعها له وخسارته لمناطق الإنتاج، حيث لم تتجاوز أربعمئة ألف طن، وهذه الكمية لا تكفي أكثر من ثلاثة أشهر.
غضب الموالين
وقد أثار قرار زيادة أسعار الخبز غضبا كبيرا بين الموالين للنظام، عبرت عنه صفحات التواصل الاجتماعي، مطالبين بإقالة الحكومة ورئيسها الدكتور وائل الحلقي.
كما وصفت صفحة "مكافحة الفساد في الساحل السوري" الموالية للنظام، رئيس الحكومة بأنه "أبو بكر البغدادي ولكن دون لحية"، مهددة بأن السوريون لن يسكتوا على القرار وستكون لهم ردود قوية في الوقت المناسب، كما طالبت بإقالة الحلقي.
وكتب مرهج صبيحة في صفحته "الدلوع ابن الحلقي يسهر في كازينوهات الشاطئ السوري ووالده يرفع أسعار الخبز على الفقراء من الشعب"، في إشارة إلى صورة تداولتها صفحات التواصل الاجتماعي مؤخرا، يظهر فيها ابن الحلقي وهو يدخن الأرجيلة في مقهى تبدو فيه مظاهر الفخامة.
من جانبه، أكد المحامي سليمان حسون -من مدينة اللاذقية– أن حالة الغضب من الحكومة تتصاعد يوميا جراء رفعها المستمر لأسعار المواد الاستهلاكية والأساسية، وأن كثيرا من الموالين باتوا يشتمونها علانية.
وأشار إلى أن زيادة سعر الخبز ترافقت مع انخفاض جودة المادة في الأسواق، مشيرا إلى أن النظام خلط دقيق القمح بطحين الشعير والنخالة في الآونة الأخيرة لتخفيض تكلفته.
وتداول ناشطون صورا لأرغفة خبز أنتجت في أفران مدينة اللاذقية تظهر فيها حشرات، كما يبدو عليها سوء الطهي، محملين حكومة النظام مسؤولية ذلك، نتيجة إهمالها الرقابة على عمل الأفران.
سخرية واسعة
كما نال قرار الحكومة رفع أسعار الخبز سخرية واسعة في أوساط الموالين، وعلقت صفحة أخبار اللاذقية "أعطيتم الموظف المنتوف أصلا فرنكات وزدتم أسعار المواد بالدولارات، هل أصبحتم سعداء؟".
ونشرت صفحات موالية عديدة تعليقات ساخرة، وأوردت ما يسمى صفحة "جمهورية القرداحة" تعليقا أشارت فيه إلى أن هذا القرار الحكيم للحكومة الرشيدة سيقضي على تنظيم البغدادي ويقهر الإرهابيين على امتداد الوطن.
بينما علقت الطالبة الجامعية رشا ساخرة "سيخرج السوريون في مسيرات تشكر الحكومة على عطاءاتها، وسيعود المعارضون إلى حضن الوطن للعيش في كنفه في ظل الرخاء والنعيم".
يذكر أن راتب الموظف الحكومي من الفئة الأولى ممن لديه أكثر من عشر سنوات خدمة، لا يتجاوز المئة دولار، أما الموظفون من بقية الفئات والحديثو التعيين فرواتبهم أقل من ذلك بكثير.