التدخل بسوريا يحيي المخاوف الأمنية بروسيا

نجاح الأمن الروسي في القبض على خلية "إرهابية"
صور نشرتها وسائل إعلام مختلفة للخلية التي تقول السلطات إنها اعتقلتها داخل شقة غرب موسكو

افتكار مانع-موسكو

يعدّ نجاح الأمن الروسي في القبض مؤخرا على خلية سرية قبل تنفيذها هجمات "إرهابية" مؤشرا على اليقظة، لكنه في الوقت نفسه يؤكد إمكانية عودة خطر "الإرهاب" بعد أعوام من الهدوء، وسط تشكيك غربي بصحة نبأ القبض على الخلية.

ويثير الكشف عن الخلية تساؤلات حول الجهة التي تقف وراءها مع تشعب سياسة روسيا وتعدد خصومها، لا سيما في القوقاز وأوكرانيا وسوريا.

وكانت هيئة مكافحة الإرهاب الروسية أعلنت الأحد الماضي أنها أوقفت عددا من المشتبه بتحضيرهم هجمات في موسكو، حيث داهمت الأجهزة الأمنية شقة سكنية غرب موسكو بعد أسابيع من المراقبة، وقبضت على 12 مشتبها به، كما عُثر في المكان على قرابة أربعة كيلوغرامات من المتفجرات اليدوية الصنع، بالإضافة إلى أسلحة وذخائر.

وأعلن المكتب الصحفي لهيئة الأمن الفدرالي الروسي أن التحقيقات الأولية كشفت أن المجموعة كانت تخطط للقيام بتفجيرات في وسائل النقل العام وأماكن اكتظاظ المواطنين.

الأثر السوري
وقال مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة فكتور كوليكوف، إن تزايد خطر الإرهاب في روسيا كان متوقعا بعد الحملة العسكرية في سوريا، لذلك اتخذت الحكومة والأجهزة الأمنية إجراءات أمنية إضافية.

وأوضح كوليكوف للجزيرة نت أن الأجهزة الأمنية شددت الرقابة على المنشآت العامة ووسائل النقل العام والمطارات، بالإضافة لتكثيف حملات توعية المواطنين، مضيفا "لكن القبض على هذه الخلية لا يعني أن التهديدات قد زالت وأن خطر الإرهاب قد تراجع".

ورأى كوليكوف أن الهدف من الهجمات المخطط لها كان إثارة ذعر المواطنين، وتأليب الرأي العام الروسي ضد التدخل العسكري في سوريا، ومن ثم إحراج الحكومة والتشكيك في دعمها لنظام بشار الأسد.

‪بلوتنيكوف: التشكيك في خبر اعتقال الخلية يأتي ضمن حملة إعلامية غربية‬ (الجزيرة)
‪بلوتنيكوف: التشكيك في خبر اعتقال الخلية يأتي ضمن حملة إعلامية غربية‬ (الجزيرة)

تشكيك غربي
وكانت وسائل إعلام غربية قد شككت في صحة الأنباء التي تحدثت عن اعتقال الخلية في موسكو، لكن الخبير في اللجنة الأمنية في مجلس الدوما ألكسيه بلوتنيكوف، قال إن الأجهزة الأمنية الروسية لا تقوم بمثل هذه العمليات اعتباطيا وإنما استنادا لمعلومات مسبقة.

وأضاف أن روسيا أمام مرحلة قد تشهد تصعيدا في الهجمات بعد فترة من الهدوء دامت أكثر من خمس سنوات في موسكو، ونحو سنتين في شمال القوقاز.

واعتبر بلوتنيكوف أن التشكيك في خبر اعتقال الخلية يأتي ضمن حملة إعلامية غربية تزعم أن العملية مدبرة لحشد التأييد الشعبي لسياسة الرئيس فلاديمير بوتين في سوريا، وهو تحليل غير منطقي لأن الهجمات تثير غضب المواطنين ضد السلطات ولا تقربهم منها، بحسب رأيه.

وأضاف أن "الولايات المتحدة دأبت على قلب الحقائق، وهو أسلوب أميركي معروف لتبرير سياساتها العدوانية حتى لو أدى ذلك إلى تدبير تفجيرات إرهابية على أراضيها وأراضي دول أخرى، وسقوط ضحايا أبرياء".

المصدر : الجزيرة