الانتفاضة تقرّب بين فتح وحماس ميدانيا
عوض الرجوب-رام الله
في ظل المواجهات المستمرة مع الاحتلال في الضفة الغربية وغزة، لا يجد الفلسطينيون بدا من الوحدة في التصدي لعدو مشترك لا يفرق بين الفلسطينيين وفق انتماءاتهم الحزبية، لكن الوحدة الميدانية هذه لا تنعكس على المستوى السياسي.
وشكل نشطاء من الذراعين الطلابيين لحركتي فتح وحماس في جامعة بيرزيت الفلسطينية، نموذجا في الوحدة خلال المواجهات الأخيرة على حاجز بيت إيل العسكري شمال رام الله، سبقوا به فصائلهم وكانوا أقرب إلى نبض الشارع.
وبأقنعة مختلفة -كل حسب انتمائه الحزبي- توحد الطلبة قبل ذلك في فعاليات مشتركة في عدة مناسبات، لكنهم يقرّون بضآلة التأثير على المستوى السياسي، مقابل تأثير واضح على الطلبة داخل الجامعات.
مواجهة مشتركة
يقول الناشط الطلابي في الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت إبراهيم جاك إن الفترة الأخيرة شهدت وحدة بين الكتل الطلابية داخل أسوار الجامعة، انعكست ميدانيا في المواجهات مع الاحتلال على نقاط التماس خارج أسوارها.
ويضيف أن المواجهات مع الاحتلال وحدت بشكل كبير ترابط شباب الكتلة الإسلامية والشبيبة الفتحاوية لمواجهة جرائم الاحتلال المستمرة، وعلى رأسها الانتهاكات بحق الأقصى، مشيرا إلى فعاليات وحدوية سابقة، بينها الوقفات التضامنية مع الأسرى والأقصى.
ودعا جاك في حديثه للجزيرة نت طلاب باقي الجامعات الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية، معربا عن أمله في انعكاس وحدة الميدان على القيادات السياسية لجميع الفصائل.
ومقابل تأثير واضح على الطلبة داخل أسوار الجامعة، يُقر الناشط الطلابي بضآلة تأثير الكتل الطلابية على المستوى السياسي، مشيرا إلى استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة لنشطاء الكتلة وآخرها اليوم.
من جهته يلفت منسق كتلة الشبيبة الطلابية علاء البركة إلى ما تتمتع به جامعة بيرزيت من انفتاح بين الأطر الطلابية، وهو ما رأى فيه عاملا مهما في تشكيل "نموذج حي للوحدة الوطنية".
وقال البركة متحدثا للجزيرة نت إن وحدة الطلبة داخل الجامعات لا تحتاج إلى عملية مصالحة كما هو في المستوى السياسي، ومع ذلك يشير إلى تباين وصفه بالصحي وخلافات في بعض القضايا، لكن مع الاتفاق على المبادئ العامة وجوهرها رفض الاحتلال وسياساته.
ويرى البركة أن الطلبة بتوحدهم اليوم في مواجهة الاحتلال يعطون دروسا في الوحدة، ويأملون أن تترجم على مستوى القيادات.
ضغط مثمر
وفي ظل التباين الواضح بين استمرار الفرقة على المستوى القيادي، والالتحام على المستوى الجماهيري، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت أحمد عزم أن "القرارات السياسية حول الخطوة التالية ما زالت غير واضحة، خاصة في رام الله".
وأضاف أنه إلى حين حسم القيادة لخياراتها وهل الأمور تتجه إلى انتفاضة ثالثة أم لا؟ يؤكد عزم صعوبة الحديث عن تنسيق ميداني قوي وحقيقي بين كوادر الفصائل.
وتابع عزم حديثه للجزيرة نت بأنه رغم بعض أشكال التنسيق فغإن القيادة الميدانية "ليس لديها نضج كاف فيما يتعلق بإدارة حركة شعبية". ومع ذلك يرى إمكانية أن تقود الأحداث اليومية إلى ضغط يؤدي إلى تنسيق ليس على مستوى القيادة، بل على مستويات أقل.
وفي ظل هذا الاستبعاد للوحدة ميدانيا وسياسيا، يقول عزم إن المستوى الشعبي -بمن فيهم أبناء الفصيلين المنقسمين فتح وحماس- يعيش حالة من وحدة الصف ووحدة في ردود الأفعال، "خاصة عند هجوم مستوطن لا يفرق بين أبناء فتح وحماس".
ويرى المحلل السياسي أن عدم التقارب مرده أساسا عدم وضوح الرؤية السياسية فيما يجب فعله في المرحلة المقبلة، موضحا أن الأطراف الخارجية تلعب دورا هامشيا إذا كان هناك قرار بالوحدة والتنسيق الميداني، "خاصة أن أحد أسباب الانتفاضة الحالية هو الإهمال الذي يواجه القضية الفلسطينية من قبل الأطراف الدولية".