مذابح ديالى.. شهادات تؤكد والحكومة تنفي

الجزيرة نت-ديالى

قال شهود عيان في منطقة بروانة التابعة لقضاء المقدادية في محافظة ديالى إن عشرات المدنيين أعدموا بالرصاص على يد مقاتلين يرتدون زيا موحدا أسود اللون دخلوا البلدة بعد انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية منها.

وقال الشهود -للجزيرة نت عبر الهاتف- إن رتلا كبيرا من سيارات سوداء وصلت بروانة أمس الاثنين، وانتشر عدد كبير من عناصر المليشيات يرتدون الزي الأسود، ونادوا عبر مكبرات الصوت مطالبين الناس بالتجمع في بيت كبير.

وأضاف الشهود أنه بمجرد وصول المجموعة الأولى من السكان، وعدد أفرادها قرابة أربعين شخصا -بينهم أطفال- حتى جرى قتلهم جميعا رميا بالرصاص، وحدث الأمر نفسه مع المجموعة الثانية، وعددهم ثلاثون شخصا تقريبا.

وكانت التقارير الصحفية التي تحدثت عن حدوث مجازر في ديالى في الساعات الـ24 الماضية بعد دخول القوات الحكومية والمليشيات إليها، قد أثارت جدلا واسعا.

ونفت وزارة الداخلية العراقية على لسان متحدثها معن سعد اليوم الثلاثاء المعلومات الواردة في تلك التقارير، كما نفت صحة إعدام القوات الحكومية ومليشيا الحشد الشعبي سبعين مدنيا من الطائفة السُّنية فروا من مناطق قتال مع تنظيم الدولة في محافظة ديالى.

من جهة أخرى، ذكرت "شبكة حراك" التي تغطي نشاطات التظاهرات والاعتصامات في مناطق العراق أن تنظيم الدولة لم يدخل منطقة بروانة التي حدثت فيها المجزرة، وقالت إن هذه المنطقة كانت تنعم بالأمن طيلة الفترة الماضية ولم تشهد أحداثا أمنية.

إعلان

وأكدت الشبكة حدوث المجازر، وقالت إنها حصلت على قائمة بأسماء ضحايا مجزرة بروانة في المقدادية، والذين تم إعدامهم على يد مليشيا الحشد الشيعي، وأنها تتحفّظ على نشرها، خشية على حياة ذوي الضحايا، علماً أن من بينهم أطفالا وعائلات تمت تصفيتها بالكامل. 

وكانت الاتهامات بارتكاب تصفيات جسدية قد برزت بعد قتال دام ثلاثة أيام بين القوات الحكومية تساندها مليشيات شيعية وتنظيم الدولة، انتهت بانسحاب التنظيم من عدد من القرى والبلدات في محافظة ديالى ودخول القوات الحكومية والمليشيات إليها.

وقال مصدر أمني للجزيرة نت إن جثث الضحايا ما زالت في المكان، ولم تتمكن العائلات من الوصول إليها.

من جانب آخر، أكد مصدر أمني للجزيرة نت أن القوات الحكومية وقوات عشائرية دخلت أمس الاثنين منطقة شروين التابعة للمقدادية بديالى، بعد أن انسحب منها تنظيم الدولة، إلا أن قوات من مليشيات شيعية دخلت أيضا إلى المنطقة بعد ذلك ونفّذت عملية تهديم وتدمير للمنطقة بشكل كبير.

وأضاف المصدر أن "مليشيا بدر والعصائب (عصائب أهل الحق) والحشد الشعبي دمرت أكثر من 1400 منزل و12 مسجدا في منطقة شروين وحدها".

وأوضح المصدر أن "عمليات التدمير تمت على الرغم من عدم وجود أي مظهر من مظاهر المواجهة للقوة المهاجمة، في دليل على تعمّد تدمير مناطق أهل السُّنة وإبقاء سكانها في مخيمات النازحين"، وفق المصدر.

وبيّن المصدر نفسه أن "الضحايا من مجاميع الحشد والمليشيات الشيعية سقطوا بفعل العبوات الناسفة التي كان التنظيم قد زرعها وليس بمواجهات مسلّحة كون التنظيم منسحبا أصلاً".

يأتي ذلك بينما قالت النائبة في البرلمان العراقي عن ديالى منى العميري للجزيرة نت إن "رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وجّه خلال جلسة أمس لجنة الأمن والدفاع النيابية بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة هدم وحرق المنازل في ديالى".

إعلان

وفي السياق ذاته، قال نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي -وهو زعيم تحالف القوى الوطنية السّني- أنه تلقى أمس الأول الأحد اتصالات متعددة من شيوخ ووجهاء العشائر العربية المتطوعة للقتال ضد تنظيم الدولة في محافظة ديالى يشكون فيها من تجاوزات في منطقة شيروين على المساجد ودور المواطنين وممتلكاتهم برغم أن أهل المنطقة من المتطوعين للقتال ضد التنظيم.

وفي خطوة تتوافق مع نفي الحكومة، قال مثنى التميمي رئيس مجلس محافظة ديالى والقيادي في منظمة "بدر" الشيعية التي تقاتل مع القوات الحكومية، إن" أبرز المقاتلين الذين لهم الفضل الأول في تحرير بلدات ديالى هم عناصر بدر القادمون من جنوب البلاد، والذين قتل منهم ثلاثون مقاتلا".

وأشاد التميمي أيضا بدور باقي المليشيات الشيعية وجهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الخامسة التابعة للجيش، وقيادة شرطة ديالى.

يذكر أن محافظ ديالى وأعيان آخرين كانوا قد ناشدوا الحكومة المركزية ببغداد التدخل في بروانة بعد سيطرة مليشيات عليها وعلى قرى وبلدات مجاورة في الأيام القليلة الماضية.

المصدر : الجزيرة + رويترز

إعلان