شبح الاغتيال يلاحق قادة المعارضة بريف اللاذقية
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
ويعود سبب هذا الخوف إلى الاغتيالات المتكررة التي وقعت لعدد من قادة الفصائل المسلحة، وكان آخرها اغتيال قائد كتيبة "فتى الإسلام" علي الحناوي الملقب بـ"الجنح" على طريق إحدى قرى جبل التركمان أثناء عودته من مناوبته على الجبهة.
اغتيالات متنقلة
وتزامن اغتيال "الجنح" مع محاولة تفخيخ مقر لواء العاديات الذي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن مشاركته في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وقد باءت المحاولة بالفشل بعدما اكتشف حراس المقر المجموعة التي تحاول تلغيم المقر، وحدث اشتباك معها ولاذت بالفرار مخلفة قتيلا بين الحراس.
كما تعرض قائد إحدى الكتائب التي تتبع لفصيل إسلامي عامل في الجبل لمحاولة اغتيال، عندما استهدفته مجموعة مسلحة تستقل سيارة أجرة بنيران رشاشاتها، بينما كان مع مجموعة من زملائه أمام مقر كتيبته، فأصيب وقتل زميل له.
واغتال مجهولون المسؤول الشرعي بإحدى الفصائل المقاتلة في ريف جسر الشغور الغربي، الذي يتبع جغرافيا لجبل الأكراد.
ويقول مقربون من قائد فرقة القادسية الرائد باسل سلو -الذي سقط خلال معركة كسب- إنه توفي نتيجة تعرضه لطلق ناري في مؤخرة رأسه، ويرجحون أنه اغتيال مدبر.
وسبق أن تم اغتيال العديد من قادة فصائل المعارضة المسلحة في جبلي الأكراد والتركمان، مثل كمال حمامي (أبو بصير) وأبو فراس العيدو، وفشلت محاولات اغتيال لقادة آخرين.
تدابير احترازية
هذا الأمر دفع قادة الفصائل لاتخاذ تدابير أمنية لتجنب الموت بـ"النيران الصديقة" حسب وصف أحمد، قائد إحدى الكتائب المسلحة، الذي أوضح للجزيرة نت أنه حدّ كثيرا من تنقلاته لا سيما ليلا، وأشار إلى أنه حصن مقر كتيبته وأقام حواجز تصعّب الوصول إليها.
وأبدى أحمد أسفه لـ"الاغتيالات المتنقلة التي جعلتنا نولي أمننا الشخصي كثيرا من وقتنا واهتمامنا على حساب مرابطتنا على الجبهات في مواجهة قوات النظام" حسب قوله.
ولجأت الكثير من الفصائل المقاتلة لنصب الحواجز على الطرقات المؤدية إلى مقراتها، وتفتيش السيارات والمارة من المواطنين. كما بدأت بعض الكتائب بتسيير دوريات ليلية لمراقبة السيارات والأشخاص الغريبين عن المنطقة، والتحقيق مع من يشكون في أمره.
ويقول أحد عناصر دورية رافقتها الجزيرة نت بجولة في جبل الأكراد، إنهم يحمون السكان أيضا، ويمنعون وصول "الأيدي الآثمة" إلى زملائهم وقادة فصائلهم، "الذين نذروا حياتهم من أجل الحرية والكرامة وليس من أجل الموت المجاني".
سبب الاغتيالات
ويتهم قائد أحد الفصائل العسكرية أبو بكر الحر "مجموعات إسلامية متطرفة"، رفض تسميتها، بتنفيذ الاغتيالات بحق القادة المعتدلين، ورأى أنها تسعى لفرض رؤيتها الدينية على سكان ريف اللاذقية المعروف بوسطيتها.
ويرجح المعلم عبد الرزاق -أحد سكان ريف اللاذقية- أن يكون عملاء النظام وراء ما يجري بإيعاز من مخابراته "بهدف اجتثاث القيادات الشريفة التي تعمل بإخلاص على رد عدوان الأسد".
ويرجح المحامي طارق عبد الهادي أن يكون نظام الأسد وراء محاولة اغتيال القيادات لرفضها عملية المصالحة معه، وتهديدها بهدر دم كل من يخوض في المصالحة ويمد يده للنظام.
وقال للجزيرة نت إنه بعد فشل النظام في اقتحام "الريف المحرر" عسكريا، حاول فرض الاستسلام عليه عبر المصالحات، لكنه لم ينجح بسبب رفض أغلب قيادات الفصائل، لذلك يريد الانتقام منهم وتصفيتهم.