فرنسا والاتحاد الأوروبي يعززان الأمن بعد تهديدات تنظيم الدولة
طالبت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الاثنين، الفرنسيين المقيمين في نحو ثلاثين دولة أو المضطرين إلى التوجه إليها بتوخي "أقصى درجات الحذر"، بعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية باستهداف الرعايا الغربيين، لا سيما الفرنسيين، بينما عزز الاتحاد الأوروبي إجراءاته الأمنية حول مقره في بروكسل، رغم تهوين السلطات البلجيكية من تهديدات باستهداف المقر من قبل "جهاديين" اعتقلوا بعد عودتهم من سوريا.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الوزارة، وبناء على طلب وزير الخارجية لوران فابيوس، أرسلت هذه التعليمات إلى سفاراتها في "نحو ثلاثين دولة" لإبلاغها للفرنسيين المقيمين في هذه الدول أو المترددين عليها، خصوصا في المغرب العربي والشرق الأوسط وأفريقيا.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن "الفرنسيين المقيمين في الدول المعنية مدعوون لإبلاغ قنصلية فرنسا الأقرب إليهم إذا كانوا لم يقوموا بهذا الأمر حتى الآن، والفرنسيين العابرين مدعوون من جهتهم إلى التعريف عن أنفسهم بتسجيل أسمائهم على الإنترنت"، عبر نظام "أريان" التابع للوزارة.
وقد تم إصدار التعليمات في المغرب والجزائر وتونس واليمن ومالي، وغيرها من الدول التي هي جزء من منطقة الساحل وواردة أيضا في لائحة الدول التي يعتبر الفرنسيون فيها معنيين بهذه التعليمات، كما أوضحت وزارة الخارجية.
دعوة ورد
وجاءت التطورات عقب دعوة تنظيم الدولة الاثنين أنصاره إلى قتل مدنيي دول التحالف الدولي الذي شُكل لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا، وخاصة الأميركيين والفرنسيين، كما دعا أنصاره في سيناء إلى قتل الجنود المصريين.
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي مخاطبا أتباعه "إذا قدرت على قتل كافر أميركي أو أوروبي -وأخص منهم الفرنسيين الأنجاس- أو أسترالي أو كندي أو غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الإسلامية، فتوكل على الله واقتله بأي وسيلة أو طريقة كانت، سواء كان الكافر مدنيا أو عسكريا فهم في الحكم سواء".
والولايات المتحدة وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تنفذان ضربات جوية ضد معاقل تنظيم الدولة في العراق، وتعملان على بناء تحالف ضد التنظيم الذي يشكل تهديدا دوليا.
وفي رده على ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف أن بلاده "ليست خائفة" بعد دعوة تنظيم الدولة أتباعه إلى قتل فرنسيين أو أميركيين.
وبيّن في تصريح رسمي أن فرنسا ليست خائفة لأنها تعرف أن بإمكانها "الاعتماد على تضامن جميع مواطني فرنسا" و"يقظة" قوات الأمن، وهذان أمران يشكلان "الرد الأفضل" على هذا التهديد.
وأوضح الوزير الفرنسي أن "تهديداتهم لن تؤثر في شيء من تصميمنا على وضع حد لتجاوزاتهم ومساعدة السكان"، وأضاف "علينا أيضا أن نزيل الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة على أمننا".
خطف فرنسي
في سياق متصل، خطف مواطن فرنسي في منطقة تيكجدة الجبلية الواقعة بين ولايتي تيزي وزو والبويرة (120 كلم شرق الجزائر) مساء الأحد بينما كان في جولة سياحية.
وتبنى ما يعرف بتنظيم جند الخلافة في الجزائر العملية في شريط فيديو بث على الإنترنت.
وفي بروكسل أوضح مكتب المدعي الفدرالي أن الأنباء التي تحدثت عن العثور على عبوات متفجرة أثناء مداهمات في بلجيكا، "غير صحيحة".
وأضاف في بيان "إلا أنه وفي إحدى عمليات البحث في هولندا تمَّ العثور على مواد يمكن استخدامها لصنع عبوة ناسفة، رغم أنها ليست مواد ناسفة".
يشار إلى أن بعض الأشخاص الخاضعين للتحقيق يعيشون بالقرب من مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، لكن "لا يوجد دليل قوي على أن ذلك مرتبط بأي خطة ملموسة لتنفيذ هجوم".