فرار 130 ألف كردي سوري لتركيا بسبب المعارك
أعلن نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي اليوم الاثنين عن عبور أكثر من 130 ألف كردي سوري الحدود إلى تركيا في الأيام الأخيرة هربا من تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا، وتوقع ارتفاع عدد النازحين مع استمرار المعارك بين تنظيم الدولة ومقاتلين أكراد يدافعون عن مدينة عين عرب (كوباني باللغة الكردية) المحاصرة عقب سيطرة مسلحي التنظيم على ستين بلدة وقرية في محيطها.
وأشار قورتولموش في تصريحات للصحفيين بالعاصمة أنقرة أن بلاده تستعد لأسوأ الاحتمالات المتمثل بتدفق مئات آلاف اللاجئين.
وقد فتحت تركيا حدودها منذ الجمعة الماضية أمام اللاجئين السوريين الذين بدؤوا يغادرون الخميس مدينة عين العرب -ثالث المدن الكردية في سوريا- التي يطوقها مقاتلو تنظيم الدولة.
واعتبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن تركيا تواجه أكبر موجات تدفق للاجئين من سوريا منذ اندلاع الحرب هناك قبل أكثر من ثلاثة أعوام، في الوقت الذي يستمر فيه المدنيون في الفرار من الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم الدولة ومليشيات كردية.
وفي تعليقها على ذلك، قالت ممثلة المفوضية في تركيا كارول باتشيلور "لا أعتقد أننا على مدار ثلاثة أعوام ونصف العام التي مضت رأينا عبور مائة ألف شخص في يومين"، مشيرة إلى أن ذلك يوضح نوعا ما حقيقة الوضع "والخوف البالغ الذي يشعر به الناس بسبب الأوضاع داخل سوريا والعراق".
وتستضيف تركيا بالفعل 1.3 مليون لاجئ سوري، ويقدر مسؤولون أن جهود الإغاثة كلفت الحكومة ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار.
إغلاق المعابر
على صعيد متصل، أغلقت السلطات التركية أمس الأحد المعابر الإنسانية المتصلة بعين العرب، مما دفع الكثير من النازحين الموجودين على الجانب التركي للخروج في مظاهرة اعتراضا على ذلك خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة عين العرب، كما يقول النازحون منها.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة التركية فرقت مئات الشبان الأكراد الذين تظاهروا على الحدود مع سوريا، حيث استخدمت قوات الدرك والشرطة قنابل مدمعة وخراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين الذين ردوا برشق الحجارة وسد الطريق المؤدي إلى المركز الحدودي.
يشار إلى أن المواجهات دامت دقائق عدة إلى أن تمكنت قوات الأمن المنتشرة بأعداد كبيرة في المركز -الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات عن مدينة عين العرب- من إبعاد المتظاهرين عن الأسلاك التي تفصل بين تركيا وسوريا.
يذكر أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني قد دعا إلى تدخل دولي لحماية عين العرب من تقدم التنظيم، وطالب "بضرب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليهم أينما وجدوا".
من جهته، دعا حزب العمال الكردستاني اليوم الاثنين الأكراد في تركيا إلى التعبئة ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، حسب ما أوردت وكالة فرات القريبة من الأكراد، كما دعا في بيان "كل أفراد شعبنا وأصدقائنا إلى تعزيز مقاومتهم في كردستان وكوباني".
كما دعت المعارضة السورية في المنفى المجتمع الدولي "إلى التحرك بصورة عاجلة لتفادي عمليات تطهير إثني" في عين العرب.