تعزيز إجراءات الأمن حول مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل
عزز الاتحاد الأوروبي إجراءاته الأمنية حول مقره في بروكسل اليوم الاثنين، على الرغم من تقليل السلطات البلجيكية من تهديدات باستهداف المقر من قبل "جهاديين" اعتقلوا بعد عودتهم من سوريا، في حين أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف أن بلاده "ليست خائفة" بعد دعوة تنظيم الدولة الإسلامية المسلمين إلى قتل فرنسيين أو أميركيين.
وقد تم نشر مزيد من عناصر الأمن عند مدخل مبنى المفوضية الأوروبية في وسط بروكسل الاثنين، مع تفحص تصاريح الأمن لجميع الداخلين إلى المبنى.
وذكر ماروس سيفجوفيتش نائب رئيس المفوضية المشرف على الأمن في الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، في رسالة إلكترونية داخلية، أنه قرر زيادة الإجراءات الأمنية.
ونقلت عنه وكالة الأنباء "بلجا" قوله إنه "نظرا للوضع الدولي، وكإجراء احتياطي، فقد قررت زيادة مستوى الأمن في مباني المفوضية. وإذا اقتضت الضرورة فسيتم وضع إجراءات أمنية أخرى".
مراقبة وحذر
من جهته أكد المتحدث باسم المفوضية جوناثان تود أن المفوضية "تراقب باستمرار" الوضع الأمني، إلا أن السلطات البلجيكية أكدت أنه "لا يوجد تهديد محدد ضد المبنى".
وكان مسؤولون بلجيكيون قد قالوا إنه تم العثور على مواد كان يمكن أن تستخدم لصناعة عبوات ناسفة، إلا أنهم أكدوا أنه لا يوجد دليل على وجود خطة لمهاجمة مبنى المفوضية الأوروبية.
في سياق متصل أوضح مكتب المدعي الفدرالي في بروكسل أن الأنباء التي تحدثت عن العثور على عبوات متفجرة أثناء مداهمات في بلجيكا "غير صحيحة".
وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف: |
وأضاف في بيان "إلا أنه وفي إحدى عمليات البحث في هولندا تم العثور على مواد يمكن استخدامها لصنع عبوة ناسفة، رغم أنها ليست مواد ناسفة".
يشار إلى أن بعض الأشخاص الخاضعين للتحقيق يعيشون بالقرب من مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، لكن "لا يوجد دليل قوي على أن ذلك مرتبط بأي خطة ملموسة لتنفيذ هجوم تفجيري".
وتشعر بلجيكا كالعديد من الدول الأوروبية بقلق متزايد من عودة مواطنيها الذين توجهوا للقتال في سوريا لينفذوا هجمات في بلادهم، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو أربعمائة بلجيكي توجهوا إلى سوريا، عاد منهم نحو تسعين شخصا.
موقف فرنسا
من جهة أخرى أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف أن بلاده "ليست خائفة" بعد دعوة تنظيم الدولة الإسلامية المسلمين إلى قتل فرنسيين أو أميركيين.
وبيّن في تصريح رسمي أن فرنسا ليست خائفة لأنها تعرف أن بإمكانها "الاعتماد على تضامن جميع مواطني فرنسا" و"يقظة" قوات الأمن اللذين يشكلان "الرد الأفضل" على هذا التهديد.
وأوضح الوزير الفرنسي أن "تهديداتهم (تنظيم الدولة) لن تؤثر في شيء على تصميمنا على وضع حد لتجاوزاتهم ومساعدة السكان". وأضاف "علينا أيضا أن نزيل الخطر الذي يمثله (تنظيم الدولة) على أمننا".
وبيّن أن بلاده ستتخذ تدابير احتياطية بنسبة 100% لو كان الخطر معدوما، وأشار إلى أن "الحكومة ستتخذ وستواصل اتخاذ كل التدابير لتوفير أمن الفرنسيين، وستفعل ذلك بدم بارد من غير أن تتأثر بدناءة إرهابيي تنظيم الدولة".
دعوة للقتل
يشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية دعا اليوم أنصاره إلى قتل مدنيي دول التحالف الدولي الذي شُكل لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا، وخاصة الأميركيين والفرنسيين، كما دعا أنصاره في سيناء إلى قتل الجنود المصريين.
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي مخاطبا أتباعه "إذا قدرت على قتل كافر أميركي أو أوروبي -وأخص منهم الفرنسيين الأنجاس- أو أسترالي أو كندي أو غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الإسلامية، فتوكل على الله واقتله بأي وسيلة أو طريقة كانت، سواء كان الكافر مدنيا أو عسكريا فهم في الحكم سواء".
والولايات المتحدة وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تنفذان ضربات جوية في العراق ضد معاقل تنظيم الدولة في العراق، ويعملان على بناء تحالف دولي ضد التنظيم الذي يشكل تهديدا دوليا.