"تخبط" رجال المخابرات.. يُبرئ مرسي أم يدينه؟

المخابرات المصرية تعمدت تضليل مرسي

دعاء عبد اللطيف-القاهرة

أحدثت التصريحات الأخيرة لوكيل المخابرات المصرية السابق ثروت جودة ضجة في المشهد السياسي، فالرجل أكد تعمد الجهاز عدم إعطاء الرئيس المعزول محمد مرسي أي معلومات صحيحة عن الدولة خلال حكمه.

ووصف جودة في حوار مع صحيفة الوطن المصرية الخاصة مرسي بالخائن الذي لا يمكن مده بمعلومات صحيحة عن الدولة.

تصريحات مسؤول المخابرات السابق لم تمرَّ دون أن تثير جدلا في المشهد السياسي، فرافضو الانقلاب العسكري اعتبروا ما قاله جودة شهادة لمرسي أنه لا يتحمل مسؤولة الفشل في إدارة شؤون البلاد، أما مؤيدو النظام الحالي فوصفوا رجال المخابرات بالشرفاء.

غير أن محللين رأوا أن ما قاله جودة تشويه للجهاز المخابراتي، سواء صدقت تصريحاته أم لا.

وأمام الضجة التي أحدثتها تصريحات جودة، كذّب رجل المخابرات ما نُشر في الصحيفة، متهماً إياها باجتزاء حديثه ليخرج عن سياقه بهدف الإضرار بمصلحة الوطن.

‪حماد: المخابرات تآمرت على مرسي والسلطة الحالية تعاني تدهورا سياسيا‬ (الجزيرة)
‪حماد: المخابرات تآمرت على مرسي والسلطة الحالية تعاني تدهورا سياسيا‬ (الجزيرة)

تكذيب فتهديد
وقال على حسابه بموقع فيسبوك "العته المنسوب على لساني ليس له أي أساس من الصحة".

من جانبها، رفضت الصحيفة التي نشرت الحوار اتهامات جودة وهددت بنشر التسجيل الصوتي للحوار في حال عدم اعتذاره عن تكذيبها.

وأشارت الصحيفة في بيان لها إلى تلقي جودة اتصالات من جهات سيادية وجّهت له اللوم على ما جاء في الحوار، مما دفعه إلى تغيير موقفه.

وعاد جودة ليؤكد في تصريحات إعلامية عدم تآمر المخابرات على الرئيس المعزول، وعدم تأخرها في تقديم المعلومات له.

وأمام هذا التراشق والتخبط، خرج اللواء رأفت شحاتة مدير جهاز المخابرات في فترة حكم مرسي، لينفي تصريحات جودة.

وقال رئيس جهاز المخابرات السابق في تصريحات إعلامية "جودة ليس لواء ولم يكن وكيلا للمخابرات وخرج من الجهاز برتبة عميد في 2006″، وشدد على منح الجهاز المعلومات والاستشارات لمرسي.

من جهته، قال يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن إن تصريحات رجال المخابرات السابقين تكشف حالة التدهور السياسي التي وصلت إليها السلطة الحالية.

ويؤكد حماد للجزيرة نت أن الأجهزة الأمنية عملت على إفشال الرئيس المعزول في إدارة الحكم عبر إحداث اضطرابات متعمدة في الشارع، وشنِّ هجوم إعلامي عنيف ضده وانتقاد قراراته الرئاسية وزياراته الخارجية.

غباشي:
تصريحات جودة في حال صحتها تدل على حالة الرفض المجتمعي -بما في ذلك أجهزة المخابرات- لحكم جماعة الإخوان المسلمين

صناعة مخابراتية
ودلل على أن إفشال مرسي كان صناعة مخابراتية بواقعة ترشيح حزب الوطن لشخصية ذات كفاءة لتولي منصب وزير الزراعة، لكن هيئة الرقابة الإدارية قدمت لمرسي تقريرا يدعي عمل زوجته في شركة إسرائيلية وهو أمر مناف للحقيقة، وفق حماد.

ويرى أن النية المبيتة ضد مرسي سبقت إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية، مدللا على ذلك بتعمد الجهات السيادية تأخير إعلان فوزه بالرئاسة.

وقال إن تلك الجهات كانت تهدف لفوز الفريق أحمد شفيق المحسوب على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

أما رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور مختار محمد غباشي، فرأى أن تصريحات رجال المخابرات السابقين تدين الرئيس المعزول محمد مرسي.

ويوضح غباشي -في حديث للجزيرة نت- أن الرئيس المعزول أدار الحكم بشكل سلبي ولم ينجح في استقطاب أجهزة الدولة للتعاون معه، رغم أنه تدخل في تعيين عدد كبير من المسؤولين بالأجهزة الأمنية، بحسب قوله.

ويؤكد أن تصريحات جودة في حال صحتها تدل على حالة الرفض المجتمعي -بما في ذلك أجهزة المخابرات- لحكم جماعة الإخوان المسلمين.

وبحسب غباشي فإن السلطة الحالية عانت من حالة ارتباك بسبب أحاديث كل من جودة وشحاتة، لافتاً إلى أن تصريحاتهما غير مسموح بها أمنياً، واعتبرها معرقلة لعملية التحول الديمقراطي.

المصدر : الجزيرة

إعلان