الجزيرة تعقد ملتقى "واقع وتحديات الصم بالعالم العربي"

نائب مدير قناة الجزيرة أحمد بن سالم اليافعي
أحمد بن سالم اليافعي نائب مدير قناة الجزيرة خلال افتتاح الملتقى (الجزيرة)

أسامة أبو الرُّب-الدوحة

عقدت شبكة الجزيرة الإعلامية بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية اليوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة ملتقى "واقع وتحديات الصم في العالم العربي.. غزة نموذجا"، وذلك بمناسبة الأسبوع العالمي للصم.

وعرض خلال المهرجان فيلم وثائقي -ضمن سلسة "تحت المجهر" التي تنتجها قناة الجزيرة- بعنوان "أقوى من الكلام"، يتحدث عن وضع الصم في قطاع غزة.

واستعرض أحمد بن سالم اليافعي نائب مدير قناة الجزيرة البرامج التي قدمتها الشبكة لشريحة الصم، مؤكدا أن الشبكة "كانت رائدة في مخاطبة هذه الفئة والتواصل معها".

ومن جهته ثمن الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية يوسف الكواري الدور الكبير للجزيرة في مخاطبة الصم، وكذلك الشراكة بين جمعية قطر الخيرية والجزيرة.

‪المختار: أطلقنا خدمة تهدف لتحويل‬ (الجزيرة)
‪المختار: أطلقنا خدمة تهدف لتحويل‬ (الجزيرة)

خدمة جديدة
وتحدث مدير موقع الجزيرة نت محمد المختار ولد الخليل عن خدمة "تحويل المسموع إلى مقروء" التي أطلقتها الجزيرة نت مؤخرا، والتي تتيح لزوار الموقع عند مشاهدتهم للفيديوهات الحصول على النص المكتوب بالترافق مع الفيديو عبر الضغط على زر خاص في أسفل شاشة الفيديو، مما يتيح لضعاف السمع والصم قراءة النص مع مشاهدة الفيديو لحظة بلحظة.

وأكد الخليل أن الهدف من هذه الخدمة أن يقرأ الأصم المادة المنطوقة دون الحاجة إلى مترجم لغة الإشارة، كما أنها تخدم من يريدون متابعة الجزيرة في الأماكن التي لا يناسبها الصوت المرتفع مثل المستشفيات وغرف المرضى.

ولفت إلى أن هذه الخدمة هي مشروع مشترك بين شبكة الجزيرة ومعهد قطر لبحوث الحوسبة.

وتحدث رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم علي السناري -وهو أصم- فقال إن من أبرز المشاكل التي يواجهها الصم ضعف السياسات التعليمية، ففي كثير من المناطق في العالم العربي يكون أعلى تعليم متاح للصم هو الابتدائي، مشيرا إلى أن نسبة الحاصلين على الثانوية العامة لا تتجاوز 100 ألف أصم من بين 15 مليون أصم بالعالم العربي.

السناري: نطمح لانتشار لغة الإشارة في المجتمع القطري(الجزيرة)
السناري: نطمح لانتشار لغة الإشارة في المجتمع القطري(الجزيرة)

خدمة رائدة
وقال السناري -في حديث للجزيرة نت- إنهم قاموا بالتعاون مع وزارة الداخلية في قطر بتقديم خدمة رائدة على مستوى الوطن العربي، وهي تخصيص خط طوارئ خاص للصم وهو 992، بحيث يتحدث الصم مع موظف الاستقبال بالفيديو ويشرح له المشكلة، مضيفا أن الموظف هنا مدرب على لغة الإشارة.

وشرح السناري أنه يطمح إلى أن ترتفع نسبة انتشار لغة الإشارة في المجتمع القطري من خلال الجهود التي تقوم بها الجمعية لتصل إلى ما بين 60% و80% من المجتمع في عام ٢٠٢٢، وذلك في إطار رؤية قطر 2022، وأن تبلغ مستويات أعلى في عام ٢٠٣٠، مما يتيح للصم استخدام لغة الإشارة في جميع الأماكن كحق من حقوقهم، وفق قوله.

أما المديرة الإقليمية للمنطقة العربية في الفدرالية الدولية للصم هند بنت العزيز شويعر -وهي صماء- فقالت إن مترجم الإشارة يجب أن يكون واعيا بلغة الإشارة وفاهما لها، كما يجب أن يكون أمينا في ترجمته. وأشارت إلى وجود نقص في الأرقام المتعلقة بنسب تعليم الصم.

وتحدث الدكتور بسام أبو حشيش -من جامعة الأقصى في غزة- عبر الفيديو للحضور، وقال إن نسبة من لديهم إعاقة سمعية في فلسطين تتراوح بين ٢% و٣%، وهذا يعني بلغة الأرقام ما بين ٨٠ ألفا و١٢٠ ألفا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح أبو حشيش أن أول مشكلة يعاني منها الصم هي "العزلة المجتمعية"، إذ لا يتمكن من التواصل والاتصال مع الآخرين، مما يؤدي إلى السلوك العدواني والانسحابي.

‪الضامن: لغة الإشارة تستحق‬ (الجزيرة)
‪الضامن: لغة الإشارة تستحق‬ (الجزيرة)

أهداف
من جانبها قالت منتجة فيلم "أقوى من الكلام" روان الضامن إن لغة الإشارة "تستحق منا مثل كل لغة عالمية ليس التقدير فقط، بل الفهم والممارسة وإتاحتها للمشاهدين".

وأكدت الضامن -في حديث للجزيرة نت- أن هدفها من البرنامج "لم يكن قط إشعار المشاهد بالشفقة، فهذه ليست رسالة الفيلم الوثائقي التي نؤمن بها، بل الهدف هو تقديم فلسطين بطريقة معلوماتية راقية لا بطريقة بكائية. وهو أمر طبقناه أيضا في فيلم النكبة الذي تم تقديمه بلغة الإشارة".

ولفتت الضامن إلى أن من أسباب اختيار هذا الموضوع هو أن الصم في غزة يعانون بشكل مضاعف، فهم أولا يعيشون التحديات التي يفرضها عليهم الصمم، كما أنهم يعانون من الحصار الذي يمنع عنهم العلاج الذي يحتاجونه والأدوات السمعية ووسائل التعليم.

وأشارت إلى أن السلطات المصرية والإسرائيلية لم تسمح بحضور أي من الصم الذين شاركوا في الفيلم للدوحة للمشاركة في الملتقى.

كما تحدث مخرج الفيلم مصطفى النبيه إلى الحضور من غزة أيضا، حيث لم يتمكن من الحضور للدوحة هو الآخر.

المصدر : الجزيرة

إعلان