مصير العسكريين اللبنانيين بين المواجهة والتفاوض
علي سعد-بيروت
وقد أشعلت عملية إعدام "حمية" الشارع اللبناني حيث أغلقت العديد من الطرقات بالإطارات المشتعلة، وقطع أهالي العسكريين طرقا عدة في قرى البقاع شرقي لبنان وفي ضاحية بيروت الجنوبية، في حين كان هناك أكثر من وقفة تضامنية مع الجيش اللبناني.
كما أغضبت عملية الإعدام الأوساط الرسمية اللبنانية، مما دفع رئيس الحكومة تمام سلام إلى إعلان المواجهة، موحيا بتوقف المفاوضات.
لكن مصادر مطلعة على سير الملف قالت للجزيرة نت إن المقصود بكلام سلام كان أن المسلحين نقضوا الاتفاق بعدم تنفيذ عمليات إعدام جديدة، وأن الاستمرار بهذه العمليات سيعرقل المفاوضات،
لافتة إلى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لا يزال يقود عملية التفاوض بالتعاون مع القطريين والأتراك.
تهديدات وتفجيرات
ولم تتوقف جبهة النصرة عند إعدام "حمية"، بل عادت إلى التهديد في تغريدة عبر تويتر بقتل بزّال، قائلة إن الجندي "حُكم عليه بالقتل" بتهمة "الانتماء إلى مؤسسة عسكرية فقدت كل معايير الأخلاق والإنسانية"، و"الانتماء إلى طائفة أوكلت زمام أمورها ورقاب أبنائها إلى حزب مجرم يدّعي المقاومة والممانعة"، في إشارة إلى الطائفة الشيعية وحزب الله.
وأعادت الجبهة إحياء مطالبها نفسها قائلة إنه يمكن إيقاف تنفيذ تهديدها بقتل بزّال في حال عودة الحالة الأمنية في عرسال إلى وضعها الطبيعي و"إطلاق سراح كافة المعتقلين من أهل السُنّة الذين اعتقلوا في الآونة الأخيرة".
وقالت مصادر الجبهة للجزيرة نت إن أداء الجيش اللبناني ضد اللاجئين السوريين في عرسال وبعض أهالي البلدة وعمليات اعتقالهم وإذلالهم التي ظهرت في أشرطة مصورة، ستدفع الجبهة إلى تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام بينها إعدام بزال اليوم أو غدا إذا لم تتوقف هذه الممارسات.
وأضاف المصدر أن وضع الجبهة الميداني مريح وهي تملك زمام المبادرة وأوراق الضغط، لافتا إلى أنها هددت أكثر من مرة بالدخول مرة جديدة إلى عرسال والتوجه بأحزمة ناسفة إلى مراكز الجيش اللبناني، إذا تدخل حزب الله أو استمرت ممارسات جيش لبنان.
معركة جديدة
في هذا الوقت، تلوح في الأفق معركة عسكرية جديدة قد يبدأ الجيش اللبناني في تنفيذها خلال الأيام القادمة، بحسب ما توحي الإجراءات العسكرية المتخذة في عرسال، التي يتحصن المسلحون في جبالها وتتشارك حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع قرى سورية.
وشهدت جبال عرسال يوم أمس قصفاً عنيفاً وغير مسبوق على أماكن اختباء المسلحين بعدما كان الجيش اللبناني أعلن قبل أيام عن فصله البلدة عن جبالها نهائيا.
لكن مصادر مقربة من أمير الجبهة في منطقة القلمون أبو مالك، قالت "هذه المرة لن تكون الضربات في عرسال وحدها بل قد يجري إحياء جبهات عدة مثل طرابلس عبر شادي المولوي وأسامة منصور"، في إشارة إلى الاعتداءات المستمرة على الجيش هناك.
يتزامن ذلك مع تطور مهم قد يعطي المعركة شكلا جديدا، يتمثل في تفجير نفذه انتحاريان يقودان دراجة نارية وسيارة بنقطة تفتيش تابعة لحزب الله في بلدة الخريبة في سلسلة جبال لبنان الشرقية بالقرب من الحدود السورية، مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى من عناصر حزب الله. ووضعت المصادر هذا التفجير في إطار إستراتيجية إشعال أكثر من منطقة.