سعي لمحو أمية النازحين لإقليم كردستان العراق
ناظم الكاكئي-دهوك
وتُعد الأمية من الآفات التي تفتك بالمجتمعات، لا سيما المجتمعات الضعيفة والتي تتعرض إلى أزمات طويلة الأمد، ومخيمات اللاجئين السوريين التي تتواجد في محافظة دهوك إحدى هذه المجتمعات، فهي تعاني من انتشار الأمية فيها، حسب المتابعين والناشطين المدنيين.
تعاون مع اليونيسيف
ويوضح بيوار عبد العزيز من منظمة (ألند) لـ"دمقرطة" الشباب التي قامت بفتح مركز لمحو الأمية في مخيم "دوميز"، بهدف التقليل من هذه الظاهرة بالتنسيق مع منظمة اليونسكو، أن نسبة الأمية تنتشر بكثرة داخل المجتمعات النازحة، وخصوصا بين فئة كبار السن والشباب، حيث تقدر في مخيم "دوميز" بحوالي 20% من إجمالي اللاجئين، الذين يبلغ تعدادهم حوالي 130 ألف نازح في مخيم "دوميز" فقط.
وبين عبد العزيز أنه -وفقا لمسح أجري بين النازحين الإيزيديين الذين قدموا مؤخرا إلى محافظة دهوك- تبين أن هناك نسباً كبيرة من الأمية بين الذين تزيد أعمارهم على 35 سنة، وخصوصا النساء، ودعا عبد العزيز الجهات المعنية إلى ضرورة العمل على مكافحة الأمية بين هذه الفئات حتى تتمكن من التعامل مع متطلبات الحياة العصرية بشكل أفضل.
وبخصوص مشروع محو الأمية الذي يقومون بتنفيذه في مخيم دوميز، يقول عبد العزيز إن المشاركين في المشروع تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما، وإن المشروع يستمر لمدة أربعة أشهر. وأضاف أن المناهج التي يتم تدريسها تتضمن اللغة، والرياضيات، والاجتماعيات، والدوام يستمر خمسة أيام في الأسبوع، ويشارك في المشروع أربعمائة شخص من كلا الجنسين.
إهمال حكومي
وأوضح أن المشروع يتضمن إضافة إلى دروس محو الأمية، تقديم دورات ومحاضرات حول المهارات الحياتية، حيث يقوم مدربون بفتح دورات لتعليم الخياطة والتدريب على الكمبيوتر بالتزامن مع دروس محو الأمية.
من جهته، أشار الناشط المدني أكرم ماي إلى أن الجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد لا تتعامل بجدية مع مشكلة الأمية بين النازحين، وخاصة النازحين الجدد الذين قدموا من سنجار، لأن هناك أعدادا كبيرة منهم لم تنل فرص التعليم بسبب بُعد مناطقهم وقراهم وعدم الاهتمام بهم في السابق.
ويرى أن معظم قراهم التي كانت تتواجد في جبل سنجار لم تكن فيها مدارس، والتي تتوفر فيها مدرسة كانت عبارة عن منازل قديمة غير ملائمة للدراسة.
الناشطة المدنية السورية روجين جزيزي التي تعطي دروسا في مركز محو الأمية في دوميز، قالت للجزيرة نت إن هناك أعدادا كبيرة من النازحين يحتاجون إلى فتح دورات خاصة بمحو الأمية لأنهم يحتاجون إليها في حياتهم اليومية، فهم بحاجة إلى معرفة الحساب والرياضيات لقضاء أمورهم الحياتية، وكذلك اللغات المحلية والانجليزية، التي توفر لهم الحصول على فرص عمل أكثر ليزيدوا من دخلهم الشهري ويحسنوا من حياتهم.
وأكدت أن هناك نسبة كبيرة من النازحين السوريين يحتاجون إلى مثل هذه الدورات الخاصة بمحو الأمية وتنمية المهارات الشخصية حتى يفيدوا المجتمع بشكل أفضل، ويكونوا أفرادا منتجين داخل المجتمع لا مستهلكين أو عالة على المجتمع.