ناج يروي قصة غرق السفينة المصرية
شادي الأيوبي-أثينا
وقال شكري العسولي إن السفينة صدمتها أخرى مصرية أيضا دون سابق إنذار، مما أدى إلى غرق مئات الأشخاص الذي كانوا على متنها.
والعسولي -الذي قال إنه سافر من أجل علاج إصابة تعود لعام 2004- خرج من بلدة خان يونس عبر معبر رفح البري بعد أن شجعه ابن أخيه الموجود في السويد على القدوم إليها، بعد قيام الأخير بعملية لإصابة مماثلة تكللت بالنجاح.
ويضيف أنه خرج مع زوجته وطفليه مطلع سبتمبر/أيلول الجاري إلى مصر، وآوتهم مجموعة من المهربين في منزل بالإسكندرية.
وفي 13 من الشهر تحركوا إلى شاطئ رشيد، ومنه نقلوا ليلاً عبر مراكب صغيرة إلى سفينة صيد كبيرة، وتمَّ تغييرها ثلاث أو أربع مرات.
أربعمائة مهاجر
وقال إن مجموعة المهاجرين تبلغ أربعمائة شخص بينهم أطفال وأغلبهم من الجنسيتين السورية والفلسطينية، إلى جانب أشخاص من السودان وجزر القمر والمهربين أنفسهم.
وتقاضى المهربون مبلغ ألفي دولار من كل مهاجر مقابل نقله، وفق رواية العسولي.
وأوضح أن السفينة بعدما بقيت أربعة أيام في البحر واقتربت من الشواطئ الإيطالية، صدمتها سفينة أخرى مصرية ففقدت توازنها وغرقت بمن فيها. وقال إن السفينة التي صدمتهم مكتوب عليها باللغة العربية (مركب الحاج رزق-دمياط).
وقال إن الناجين من الغرق ظلوا أربعة أيام في البحر، لكن بعضهم مات بسبب الجوع والعطش بينما أغمي على البقية ورمتهم الأمواج على شواطئ قريبة وتمّ إنقاذهم.
وبعد أربعة أيام من الحادث مرت سفينة تحمل العلم الفلبيني، فاستغاث العسولي ورفاقه بها، فأنقذهم طاقمها وأجرى لهم الإسعافات الأولية. وبعد عشر ساعات جاءت طوافة يونانية نقلتهم إلى جزيرة كريت.
وقال إن الناجين في كريت اليونانية هم ثلاثة أشخاص من غزة ومصري وفتاة وطفلة من سوريا تبلغ الأولى 18 عاما فيما عمر الثانية عامان.
غموض السبب
وأكد العسولي أنه والمهاجرين لم يفهموا سبب صدم السفينة لهم، ولم يلاحظوا وجود أي خلافات بين المهربين.
وأوضح أن المهربين الذين كانوا يقودون السفينة تعرضوا كسائر المهاجرين للغرق ولا يعرف مصيرهم.
وأوضح أنه حتى الساعة لا يعلم مصير زوجته (24 عاما) وابنه (9 أشهر) وابنته (4 سنوات) الذين كانوا معه على متن السفينة الغارقة، كما لا يعرف بالضبط كم شخصاً تمَّ إنقاذهم.
ووجه العسولي نداء إلى وسائل الإعلام وخاصة الجزيرة لمتابعة قضية السفينة وعدم التخلي عنها حتى يظهر مصير المجهولين.
وقال إن المهربين غير معروفين بالنسبة لهم، حيث يتم الاتصال بهم عبر أرقام مجهولة ويستعملون ألقاباً للتمويه عن شخصياتهم، لكنهم كانوا يتحدثون باللهجة المصرية.
وأضاف أن المهاجرين تعاملوا مع وسطاء للمهربين، وهؤلاء هم الذين وضعوهم في المنزل ونقلوهم إلى السفينة.
وأكدت مصادر للجزيرة نت أن الفتاة السورية الناجية تعالج في إحدى مستشفيات جزيرة كريت، وهي في حالة نفسية سيئة جدا، وترفض الكلام لأي وسيلة إعلامية بعدما فقدت زوجها في الحادث.