مؤتمر مدريد بشأن ليبيا يوصي بدعم حكومة الثني
أوصى مؤتمر مدريد بشأن ليبيا -الذي شارك فيه ممثلون عن 21 حكومة ومنظمة دولية- اليوم الأربعاء بدعم مجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق وحكومة عبد الله الثني، وعدم الاعتراف بأي حكومة ليبية موازية، ودعا إلى حوار بين الفصائل السياسية للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد منذ نحو شهرين.
وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز في مؤتمر صحفي بمدريد جمعه بنظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، إن مؤتمر مدريد لاستقرار وتنمية ليبيا "أوصى بعدم الاعتراف بأي حكومة موازية"، وبدعم حوار عاجل بين الفصائل الليبية باستثناء التي تحمل السلاح ولا تعترف بالحوار.
وأضاف عبد العزيز أن حكومته ستكشف عن دول تتدخل بشكل فعلي في ليبيا وتدعم حركات مسلحة، وأنها ستعلن عن تلك الدول "لاحقا بأدلة ووثائق حتى تتوقف عن التدخل"، وحذر من أن ليبيا قد تدخل حربا أهلية إذا لم يدعم المجتمع الدولي بسرعة خطة لحماية المؤسسات الشرعية.
وقال نسعى لجعل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بعثة استقرار وأمن، "لأن ليبيا تحتاج لبسط السيطرة على آبار النفط وحماية أمن المواطنين"، موضحا أنه لا يدعو إلى تدخل عسكري في ليبيا.
بدوره قال وزير الخارجية الإسباني إن المشاركين في مؤتمر مدريد أجمعوا على ضرورة محاربة ما أسماه الإرهاب في ليبيا، مضيفا "أننا سنسعى إلى حوار وطني يجمع كل الأطراف الليبية، بما في ذلك زعماء القبائل، ما عدا تلك التي تحمل السلاح وترفض الحوار".
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد دعا في كلمته أمام المؤتمر إلى تقديم "كامل الدعم" لمجلس النواب الليبي (الذي ينعقد في طبرق) ككيان شرعي وممثل وحيد لليبيين، ودعم الحكومة المنبثقة عنه، مع اعتبار إعادة إحياء المؤتمر الوطني وتشكيله حكومة موازية أمرا غير مقبول لدى المجتمع الدولي وغير شرعي.
وطالب شكري بالاتفاق على "مبادئ رئيسية تعكس رؤيتنا المشتركة" لإخراج ليبيا من محنتها، مشددا على أن من هذه المبادئ تقديم كامل الدعم لمجلس النواب ككيان شرعي وممثل وحيد لليبيين، ودعم الحكومة المنبثقة عنه، واعتبار الاعتراف بشرعية مجلس النواب وحكومته مبدأ أساسيا قبل الحوار وليس أحد نتائجه.
كما دعا إلى اعتبار إعادة إحياء المؤتمر الوطني وتشكيله حكومة موازية "أمرا غير مقبول لدى المجتمع الدولي وغير شرعي، وسابقة خطيرة قد تدفع مؤسسات أخرى كانت لها شرعيتها في الماضي نحو التفكير في العودة".
المشاركون بالمؤتمر
وكانت إسبانيا قد دعت لهذا المؤتمر من أجل وضع خطط لتأمين الاستقرار والتنمية في ليبيا، ويشارك فيه ممثلو مجموعة "5+5" -التي تضم كلا من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال، بالإضافة إلى الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس-، كما شارك فيه ممثلون عن مجموعة "ميد 7" التي تضم إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وقبرص واليونان.
وشارك فيه أيضا "جيران ليبيا" (الجزائر وتشاد ومصر والنيجر والسودان وتونس)، إضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية مثل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والاتحاد من أجل المتوسط والأمم المتحدة، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الإسباني برناردينو ليون، بحسب بيان للخارجية الإسبانية أمس.
وكان مراسل الجزيرة في مدريد أيمن الزبير قد قال إن هناك قناعة بين الدول المشاركة في المؤتمر -خاصة إيطاليا وإسبانيا- بضرورة إيجاد حل للأزمة في ليبيا خشية أن تتحول إلى صومال أو أفغانستان جديدة.
وأضاف المراسل أن مدريد عبرت على لسان وزير خارجيتها خوسيه مانويل غارسيا مارغالو عن قلقها الشديد من تدهور الوضع الأمني في ليبيا وتأثر مصالحها الاقتصادية هناك، خاصة شركة ريبسول النفطي، وتشارك الحكومة الإيطالية نظيرتها الإسبانية المخاوف ذاتها مع إضافة تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تجتاح ضفافها الجنوبية.
يشار إلى المجتمع الدولي يدعم مجلس النواب الليبي الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق، وحكومة عبد الله الثني التي تحظى بدعم المجلس.