المعسكر الخامس.. عندما يضيق الخناق على صنعاء

صنعاء 5 سبتمبر 2014 حوثيون يتظاهرون في شارع المطار وتبدو أعلام حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح باللون الازرق وشعار الخيل ما يؤكد تحالف الطرفين تصوير عبده عايش الجزيرة نت
الحوثيون يواصلون قطع شارع المطار والتظاهر في مناطق حيوية بصنعاء (الجزيرة نت)

عبده عايش-صنعاء

فتح مسلحو جماعة الحوثي جبهة حرب جديدة في قرية القابل بوادي ظهر والواقعة على بعد 14 كلم في الشمال الغربي من العاصمة اليمنية صنعاء، وسقط قتلى وجرحى في مواجهات اندلعت الثلاثاء بين مسلحي الجماعة وقوات الجيش اليمني.

ويشتهر وادي ظهر بأنه منطقة زراعية وسياحية، ويقع به قصر "دار الحجر" وهو مزار سياحي يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن الـ18 الميلادي.

وأعيد ترميم القصر بداية القرن العشرين على يد الإمام يحيى حميد الدين. ويزعم الحوثيون أنهم ورثة أملاك الأئمة ويسعون لإعادة حكمهم لليمن.

وجاءت مواجهات الثلاثاء في أعقاب إقامة الحوثيين معسكرا خامسا لمسلحيهم عند المدخل الشمالي الغربي بمنطقة ضلاع همدان القريبة من قرية القابل بوادي ظهر، وذلك في سياق تشديد حصارهم للعاصمة صنعاء.

‪الذهب: الحوثيون يحضرون للانقضاض‬ (الجزيرة نت)
‪الذهب: الحوثيون يحضرون للانقضاض‬ (الجزيرة نت)

معسكرات ومخيمات
وتقيم جماعة الحوثي منذ 14 أغسطس/آب الماضي خياما ومعسكرات لمسلحيها حول أربعة مداخل تحيط بالعاصمة صنعاء.

واندلعت الأسبوع الماضي مواجهات بين قوات الاحتياط في منطقة حزيز جنوب صنعاء ومسلحين حوثيين تسللوا إلى منازل ومدارس قرب معسكرها.

وأقام الحوثيون مخيمات للمسلحين في منطقة صباحة غرب العاصمة قرب معسكر القوات الخاصة، وفي منطقة الرحبة شمالا على بعد كيلومتر واحد من مطار صنعاء الدولي.

كما أقاموا مخيمات في منطقة بني حشيش شرقي العاصمة. ويعتصم الآلاف من الحوثيين بشارع المطار قرب وزارة الداخلية وأمام وزارتي الاتصالات والكهرباء، ويتواجدون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء وعلى مقربة من منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي.

ويعتقد مراقبون أن قرية القابل بوادي ظهر يغلب عليها نفوذ أتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وهو ما يكشف -وفق مراقبين- التحالف بين أنصار النظام السابق والحوثيين في تحركات عسكرية وميدانية لإسقاط صنعاء.

ورأى خبير النزاعات المسلحة علي الذهب أن إشعال الحوثيين للقتال في قرية القابل بوادي ظهر يأتي في سياق الضغط على الرئيس هادي للرضوخ لمطالبهم، إثر تعثر المفاوضات معهم في اليومين الماضيين ودخول مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر على الخط لإنهاء حصار صنعاء.

وأكد الذهب أن الحوثيين بفتح مواجهات قرية القابل يعملون على ضرب أذرع قادة وقوى قبلية موالية للواء علي محسن الأحمر، حيث استهدفوا اليوم موكب العميد صالح عامر المقرّب منه.

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن الحوثيين يسعون لإسقاط صنعاء عبر إستراتيجية تقوم على مرحلتي "دك الأذرع والسيقان" و"نهش الأحشاء".

ووفق قراءته، فقد بدؤوا في المرحلة الأولى عبر إقامة مخيمات مسلحة لمليشياتهم عند مداخل صنعاء من خمس جهات، وقرب معسكرات قوات الجيش والمطار ومواقع الدفاع الجوي.

‪خصروف: صنعاء محصنة بشعبها وجيشها ولن تسقط عسكريا ولا سياسيا‬ (الجزيرة نت)
‪خصروف: صنعاء محصنة بشعبها وجيشها ولن تسقط عسكريا ولا سياسيا‬ (الجزيرة نت)

إسقاط النظام
وقال الذهب إن الحوثيين يحضّرون لعملية سياسة "نهش الأحشاء" عبر الانقضاض على العاصمة في مركزها، وصولا إلى إسقاط النظام والسلطة القائمة والسيطرة التامة على البلاد بالتحالف مع قوى النظام السابق برئاسة صالح.

لكن الخبير العسكري والعميد المتقاعد محسن خصروف أكد أن صنعاء لن تسقط عسكريا ولا سياسيا، وقال إن العاصمة محصّنة بجيشها وسكانها ومؤسساتها المدنية.

وأشار إلى أن الذين يحاصرون صنعاء هدفهم إسقاط الدولة، "ولكن دون ذلك خرط القتاد، ولو كانوا يستطيعون دخولها لفعلوا ذلك".

ويعتقد خصروف أن أتباع صالح من القبائل والقوات الخاصة وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي يحاصرون صنعاء بجانب الحوثيين.

غير أنه اعتبر أن "اليمنيين بكافة أطيافهم مستعدون للمواجهة الحاسمة في العاصمة"، وقال إن صنعاء باتت "قنبلة موقوتة ستحرق كل من يحاول المساس بها".

ورأى خصروف أن "الحوثيين بفتح جبهة في قرية القابل بوادي ظهر يحاولون فرض شروط جديدة على الرئيس هادي، وفقا لأجندات خارجية بدأت تتضح في الوقت الراهن".

وقال إنه يوجد من يسعى للتخفيف عن دمشق بالضغط على صنعاء ومحاولة المقايضة بها.

المصدر : الجزيرة

إعلان