الجزائر تستنفر قواتها على الحدود مع ليبيا
استنفر الجيش الجزائري قواته وقواعده على الحدود مع ليبيا في إطار خطة أمنية جديدة لمواجهة احتمال تعرض الجزائر لهجمات "إرهابية" تنطلق من ليبيا، وذلك بعد أيام من عرض الجزائر مبادرة استضافة حوار وطني يشارك فيه كل الفرقاء الليبيين بهدف إيجاد حل سياسي لحالة الانقسام والتوتر التي تعصف بالبلاد.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصدر أمني جزائري فضل عدم نشر اسمه قوله إنه "تقرر في إطار الخطة الأمنية تدمير أية قافلة سيارات تقترب من الحدود بين البلدين فور دخولها الأراضي الجزائرية".
وأضاف المصدر الأمني أن قيادة الجيش الجزائري تعتبر أن مجرد التسلل دون ترخيص مسبق لأية قافلة سيارات عمل عدائي في ظروف الوضع الأمني المضطرب الذي تعيشه ليبيا.
وأوضح المسؤول الجزائري أن القيادة العسكرية في بلاده وضعت في الاعتبار احتمال تنفيذ جماعات إرهابية ليبية اعتداءات على مدنيين أجانب في الجنوب الجزائري في حالة تنفيذ عمليات عسكرية غربية ضد الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا.
وحسب المصدر نفسه فإن قيادة الجيش الجزائري أعطت تعليمات صارمة لقواتها الجوية على الحدود مع ليبيا للتعامل مع أية محاولة تسلل لمجموعة سيارات عبر الصحراء الموجودة في الحدود مع ليبيا والمغلقة منذ شهر مايو/أيار الماضي بسبب غياب أية سلطة أمنية رسمية في الجانب الليبي من الحدود مع الجزائر.
ووصف ذلك المصدر الوضع القائم حاليا على الحدود بين الجزائر وليبيا بأنه خطير بسبب زيادة نفوذ الجماعات السلفية الجهادية في هذه الدولة، كما أن الحدود مغلقة ولا تفتح إلا أمام الحالات الإنسانية للأشخاص الفارين من الحرب الأهلية في ليبيا.
ويأتي ذلك الاستنفار بعد يومين من عرض الجزائر رسميا احتضان حوار شامل على أرضها بين الفرقاء في ليبيا لحل الأزمة في البلاد.
وقال وزير الخارجية رمطان لعمامرة الاثنين إن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي في وقت تزداد فيه الأزمة في ليبيا تعقيدا وذلك من منطلق المصير المشترك بين البلدين والتاريخ الحافل بالتضامن".
وفي التداعيات الإقليمية للأزمة الليبية، زار قائد أركان الجيش الفرنسي الفريق أول بيير دو فيليي الجزائر قبل أيام وكان الملف الليبي حاضرا في مباحثاته مع المسؤولين الجزائريين، ورجحت أوساط إعلامية محلية أن تكون تلك المباحثات تناولت احتمال توجيه ضربات عسكرية دولية إلى الجماعات الجهادية الموجودة في ليبيا وتداعيات ذلك التطور المحتمل على أمن الجزائر.