عودة حزينة لطلاب مدارس غزة بعد معاناة الحرب
أحمد عبد العال-غزة
مرّ اليوم الأول في العام الدراسي الجديد على طالبات مدرسة صبحي أبو كرش في مدينة غزة حزيناً، لاستشهاد زميلتهن نجية الحلو التي كانت من أكثر الطالبات نشاطاً وتميزاً في المدرسة.
زميلات نجية، بَدين متأثرات على استشهادها ووضعن في المكان الذي كانت تجلس فيه ورقة بيضاء كتب عليها اسمها، ولم يتمالكن دموعهن لفقدانهن زميلتهن عند عودتهن لمقاعد الدراسة.
واستشهدت نجية جهاد الحلو (15 عاماً) وعشرة من أفراد عائلتها، في قصف إسرائيلي استهدف منزلها يوم 27 يوليو/تموز الماضي، في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
رسالة وداع
وتقول مديرة المدرسة نفين التتري للجزيرة نت "كانت التلميذة نجية من أكثر الطالبات تميزاً، وأخلاقها رفيعة، وكانت حاضرة في جميع الأنشطة بالمدرسة".
التتري التي بدت متأثرة على استشهاد نجية، أضافت أن "الطالبة الشهيدة كانت تحظى باحترام وتقدير جميع مدرساتها وزميلاتها، وما زالت أعمالها ولوحاتها شاهدة على ذلك".
ولم تكن تعلم مديرة المدرسة أن "الدرع التذكاري" الذي أهدته نجية لها، والرسالة التي كتبتها وزميلاتها في آخر يوم من أيام العام الدراسي الماضي هي آخر عهد للطالبة بالمدرسة، حيث تقول "الكلمات التي كتبتها الطالبة كأنها كلمات وداع من الحياة وليست من عام دراسي جميل، ولشدة حبها لمدرستها ومعلماتها وزميلاتها كانت نجية آخر طالبة خرجت من المدرسة العام الماضي".
وفيما يتعلق بالعملية التعليمية، قالت المعلمة أمل سكر إن أول أسبوعين من العام الدراسي لن يكون فيهما دراسة، بل ستكون أياما للتفريغ النفسي بعد 51 يوماً من العدوان على غزة.
دعم نفسي
وتضيف للجزيرة نت "معظم الطالبات متأثرات بما جرى من عدوان، لذلك شرعت الوزارة في تطبيق البرنامج الوطني للدعم النفسي والاجتماعي في المدارس لتخليص الطلبة من آثار العدوان الإسرائيلي".
وفي السياق، طالبت وزارة التربية والتعلم في قطاع غزة حكومة الوفاق الوطني بتوفير الموازنات التشغيلية اللازمة لتسيير عمل الوزارة ومؤسساتها ومدارسها، والتي أكدت أنه لم يصل منها أي شيء منذ تشكيل الحكومة، الأمر الذي يعوق عمل الوزارة ويعطل برامجها وقد يؤدى إلى توقفها إذا استمر الحال على ما هو عليه.
ودعت في بيان لها للإسراع في الإفراج عن أموال الوزارة ومؤسساتها، حيث لا تزال ملايين الدولارات من حساب الوزارة ومؤسساتها في غزة مجمدة بالبنوك منذ عدة سنوات، في حين تفتقر الوزارة والجامعات والكليات التابعة لها في غزة للموازنات التشغيلية وصرف بدل الكادر لموظفي التعليم العالي وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
وطالبت حكومة التوافق الوطني بضرورة الإسراع في دفع رواتب موظفي الوزارة في غزة، والدفاع عن حقوقهم المشروعة، والعمل على توفير مواصلات للمعلمين والموظفين الذين لا يتلقون رواتب منذ عدة أشهر وغير قادرين على دفع أجور المواصلات للوصول لأماكن عملهم.
تجنب الانقسام
وشددت الوزارة على ضرورة تواصل قيادة الوزارة في الضفة الغربية مع قيادة الوزارة في غزة وإشراكها في صناعة القرارات، وتمثيلها العادل في جميع الهيئات والمؤسسات التابعة للوزارة، وعدم الالتفاف على هذه القيادة وتجاهلها من خلال التواصل مع بعض الموظفين الأمر الذي يعزز الانقسام ويزيد الفرقة.
كما طالبت بإعطاء التوجيهات اللازمة لقيادة الوزارة والمديرين العامين في الضفة الغربية بضرورة التواصل مع نظرائهم في غزة من أجل التنسيق والتعاون والعمل المشترك في جميع الإدارات، وعدم اقتصار ذلك على إدارات بعينها.
وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بلغت الأضرار التي لحقت بقطاع التعليم أكثر من 33 مليون دولار، بينها تعرض 187 مدرسة حكومية لأضرار بالغة بفعل العدوان قدرت بـ14 مليون دولار، و91 مدرسة أونروا قدرت بقرابة أربعة ملايين دولار.