اتهامات للجيش اللبناني بخرق هدنة عرسال

وسيم عيناوي-عرسال
وقال المصدر -الذي رفض ذكر اسمه- للجزيرة نت إن الخلاف الذي وقع بين تنظيم "الدولة الإسلامية" والجيش اللبناني "هو ما دفع الجبهة لدخول عرسال".
واتهم حزبَ الله بمحاولة "التسلل إلى البلدة"، مؤكدًا أن هذه المحاولة "دفعت عناصر الجبهة لدخول البلدة لحماية المدنيين الذين باتوا دون أي حماية".

خرق الهدنة
وأكد المصدر أنه تم إخلاء عدد كبير من المسلحين إلى مشارف البلدة بعد الهدنة المؤقتة التي توصلت إليها هيئة علماء المسلمين، "إلا أن الجيش خرق الهدنة بعد تسلمه العسكريين الثلاثة الذين كنا نحتجزهم".
وأضاف "نحن متأهبون ومستعدون للدفاع عن المدنيين في حال تكرر الاعتداء".
وكانت الاشتباكات قد تجددت بين الجيش والمسلحين بعد ساعات من سريان الهدنة.
وتشهد عرسال اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد قيام الجيش باعتقال القيادي في التنظيم عماد جمعة.
وأوقعت الاشتباكات التي اندلعت السبت الماضي، عشرات المدنيين بين قتيل وجريح.
وكان وفد من علماء الهيئة وبعض الشخصيات المسؤولة قد توجهوا إلى عرسال بعد إقرار الهدنة للاتفاق على انسحاب المسلحين وإدخال المساعدات الإنسانية إليها وضمان أمن المدنيين.
وتعرض الوفد لإطلاق نار وهو في طريقه إلى دخول البلدة، مما أدى إلى إصابة عدد من أعضائه بإصابات متفاوتة.
وكان عضو هئية علماء المسلمين الشيخ جلال كلش أبرز المصابين، حيث خلفت له الإصابة شللا رباعيا، كما أصيب الشيخ سالم الرافعي إصابة بالغة في القدم، وأصيب الإعلامي أحمد القصير بشظايا في عدة مناطق من جسده.

اتهامات
وبينما نفت مصادر عسكرية خرق الجيش للهدنة، اتهمت وسائل إعلام لبنانية مسلحين داخل البلدة بإطلاق النار على الوفد.
وفي المقابل يؤكد ناشطون أن إطلاق النار "جاء من مكان خاضع لسيطرة الجيش اللبناني" ومن أطراف "تسعى لإفشال المفاوضات".
ويقول الناشطون إن المسلحين في عرسال "بادروا عدة مرات بالانسحاب لأنهم ليست لهم مصلحة في إفشال المفاوضات".
من جهته أكد عضو وفد هيئة علماء المسلمين الإعلامي أحمد القصير أن إطلاق النار كان من جهة كتيبة "المهنية" التابعة للجيش اللبناني.
وأضاف القصير للجزيرة نت أن الوفد تعرض للضرب برصاص من عيار 23 متفجر ومن منطقة "لا يمكن للمسلحين الوصول إليها"، موضحا أن بعض العناصر المسلحة داخل عرسال "خاطرت بنفسها لإنقاذ الوفد، وهو ما أدى إلى إصابة بعضهم".
وتابع "استمر الوفد في العمل على مبادرته رغم استهدافه، ورغم محاولة بعض الجهات المحسوبة على حزب الله إفشال المفاوضات حتى تستمر المعركة".
وعن انسحاب المسلحين من عرسال يقول القصير "توصلنا إلى اتفاق يضمن انسحابًا مؤقتا لمعظم المسلحين من البلدة، وفي مقدمتهم جبهة النصرة".
ووافق المسلحون على الانسحاب مقابل ضمان حياة المدنيين ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والسماح بانتشال الجثث من الشوارع. وقد صدر بيان من عناصر جبهة النصرة بهذا الشأن، وفق القصير.
وكان الطرفان قد قبلا بهدنة مؤقتة لمدة 24 ساعة بدأت من الساعة 7 مساء أمس الثلاثاء 5 أغسطس/آب الجاري، يتم خلالها إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدة وإسعاف ما يمكن من جرحى في مشافي خاصة بلبنان، مقابل إطلاق ثلاثة من العسكريين المحتجزين لدى المسلحين.
وقد تم تسليم الجنود الثلاثة لحاجز الجيش الأقرب إلى عرسال بواسطة وفد هيئة العلماء، بحسب القصير الذي قال إن الجيش "خرق الهدنة بمجرد تسلمه الأسرى وأطلق عشرات القذائف باتجاه البلدة".
وأفادت تقارير صادرة عن الجيش اللبناني باحتجاز المسلحين لأربعين من العناصر الأمنية.
وقبل أيام أكدت مصادر عسكرية مقتل نحو 16 من أفراد الجيش منذ بدء الاشتباكات السبت الماضي. كما أعلن الجيش فقدان 22 جنديًا وقال إنهم "ربما اتخذوا رهائن".