ملاحقة منظمة تجمع تبرعات لجيش إسرائيل في بريطانيا

محمد أمين-لندن
كان أمرا مفاجئا وصادما لأحد الناشطين الحقوقيين في بريطانيا أن يجد إعلانا عن حملة لجمع تبرعات لصالح الجيش الإسرائيلي في إحدى الصحف المحلية التي توزع بمراكز التسوق.
وقال المدير العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا محمد جميل إنهم بدؤوا ملاحقة الاتحاد الصهيوني الذي يقف خلف حملة جمع تبرعات لجيش إسرائيل.
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن غضبا واسعا يجتاح الجالية العربية والمسلمة وكل بريطاني يعارض جرائم إسرائيل جراء هذا الإعلان الذي نشرته صحيفة "جويش نيوز".
ووصف جميل نشر الإعلان والسماح بتوزيعه في مراكز "تيكسو" للتسوق بأنه عمل مخالف للقوانين البريطانية.
وأوضح أن الاتحاد الصهيوني في بريطانيا نشر إعلانا في "جويش نيوز" اليهودية المحلية التي توزع مجانا ويدعو للتبرع لدعم الجيش الإسرائيلي.

شكوى قانونية
وقال جميل إن منظمته تقدمت بشكوى قانونية عبر مكتب محاماة إلى "هيئة المؤسسات الخيرية" الرسمية المعنية بالمراقبة للتحقيق في مصير الأموال التي تم جمعها لصالح جيش إسرائيل.
ونبه إلى أن قوانين الهيئة البريطانية تمنع جمع الأموال لصالح أي جيش بالعالم، وتساءل: كيف يمكن تبرير ذلك لجيش قتل أكثر من ألفي مدني ودمر العديد من المنازل.
وحصلت الجزيرة نت على نسخة من الخطاب الذي رفعه مكتب المحاماة المكلف من قبل المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.
ويشير المكتب في الخطاب إلى أنه يمثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعددا من الأسر المتضررة من عمليات جيش إسرائيل في قطاع غزة.
وطالب المكتب القانوني بالتحقيق في أنشطة الاتحاد الصهيوني في بريطانيا العظمى وأيرلندا، وأشار إلى أن ذلك الاتحاد ومنظمة شالوم التي تعمل سرا تحت غطائه ينشران إعلانات بالصحف لجمع التبرعات لصالح جيش قتل أكثر من ألفي شخص معظمهم من المدنيين.
موقف القانون
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الخبير القانوني محمد شعبان إن القانون الخاص بالجمعيات الخيرية البريطانية يحظر جمع التبرعات للأغراض السياسية والعسكرية ويحصرها في الجوانب الإيجابية كالتعليم ومكافحة الفقر وغيرها.

وذكر أنه توجد في بريطانيا جمعية خيرية باسم "ساعدوا الأبطال" لمساندة الجنود البريطانيين العائدين من أفغانستان، لكنها تجمع التبرعات لإعادة دمجهم بالمجتمع ولا ترسل لهم أموالا بميدان الحرب.
ومن اللافت للنظر أن الصندوق البريدي للمؤسستين اليهوديتين يحمل رقم 1948 الذي يشير إلى تاريخ قيام دولة إسرائيل والنكبة الفلسطينية.
يُذكر أن الاتحاد الصهيوني من أقدم المنظمات العاملة في بريطانيا، إذ أسس عام 1899 ويضم أكثر من 120 منظمة ينتسب لعضويتها أكثر من خمسين ألف شخص.
وإضافة لجوانبه المتعلقة بجمع الأموال، يمكن أن تكون لهذا الإعلان أهداف إعلامية وسياسية في إطار حملة العلاقات العامة التي تقوم بها إسرائيل لترميم صورتها المتضررة من جرائم الحرب التي اقترفتها في غزة.
ويقول المتخصص بالإعلام والعلوم السياسية د. مكرم خوري -مخول إن المنظمة الصهيونية التي تقف خلف الإعلان تسهر على تلميع صورة إسرائيل.
وطالب خوري المنظمات الحقوقية في بريطانيا بمقاضاة القائمين على هذه الحملة، ووقف نشاطهم لأنهم يدعمون جيشا يقترف جرائم ضد الإنسانية.
ويهدف المعارضون للحملة لنزع صفة الخيرية عن المنظمة القائمة عليها، ومصادرة الأموال التي تم جمعها، ومنع إرسالها لجنود الاحتلال الإسرائيلي، وإزالة الإعلانات وعدم تكرارها.