%29 من الشبان الأميركيين يؤيدون الفلسطينيين
أظهر استطلاع رأي أجراه مركز بيو (PEW) لأبحاث الرأي العام أن نحو 30% من الشباب الأميركيين دون سن الـ29 يؤيدون الفلسطينيين، مقابل 18% فقط يدعمون إسرائيل، وذلك على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استمر شهرا.
غير أن 40% ممن شملهم الاستطلاع وبمختلف الفئات العمرية يحمّلون المقاومة الفلسطينية مسؤولية تفجر الحرب، مقابل 20% فقط يحمّلون إسرائيل المسؤولية.
هذا التغير اللافت في مزاج الشباب الأميركيين تجاه القضية الفلسطينية يُعزى في جزء منه حسب متابعين إلى دور البرامج التلفزيونية الأكثر شعبية -مثل برنامج الإعلامي الساخر "جون ستيوارت"- والتي تنتقد سيطرة إسرائيل على الإعلام الأميركي، والأهم من تلك البرامج أثر الصور والحقائق الميدانية القادمة من قطاع غزة، والتي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي عن القتل والدمار التي خلفته الحرب في القطاع.
حركات يهودية
ويضيف مراقبون عاملا رئيسا آخر وراء هذا التغيير في رأي الشباب الأميركيين، وهو انضمام عدد من الحركات اليهودية الأميركية إلى صفوف المعادين في الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية ضد غزة، ويرى بعض اليهود الأميركيين أن المشكلة الأساسية بالنسبة إليهم ليست في مبدأ علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل، بل في الدعم المطلق لها دون أي سؤال، خصوصا في فترات الحرب.
ماكس: بالنسبة للأجيال السابقة كانت إسرائيل تمثل حركة تحرر، في حين أن الأمر مغاير بالنسبة لنا لأننا نعرفها دولة احتلال، وهذا دفعنا للتعمق أكثر في سياساتها |
ويقول أبراهام -وهو يهودي أميركي في منتصف العشرينيات من عمره- إن هناك عبارة باللغة العبرية يقولها كل جيل للآخر في إسرائيل وهي "عندما تكبرون لن تذهبوا إلى حرب"، ويضيف أن هذه "الوعود لم تتحقق، نحن نريد فعلا الانتهاء من الحروب".
فيما يرى زميله اليهودي الأميركي كيرا أن الخلاف الحالي بين الأجيال حول إسرائيل يندرج أيضا ضمن التناقض في القيم اليهودية التي تحملها إسرائيل، ويوضح ماكس -وهو يهودي أميركي أيضا- أنه بالنسبة للأجيال السابقة كانت إسرائيل "تمثل حركة تحرر، في حين أن الأمر مغاير بالنسبة لنا لأننا نعرفها دولة احتلال، وهذا دفعنا للتعمق أكثر في سياسات إسرائيل".
غير أن ثمة تساؤلا في هذا الصدد إذا كانت هذه المتغيرات لدى الشباب الأميركيين ستحدث تغييرا في السياسة الخارجية الأميركية، ويرى رئيس مؤسسة السلام في الشرق الأوسط ماثيو دووس أنه لا يعتقد أن ذلك سيحدث على المدى القريب، غير أنه يعتقد أن استمرار تصاعد حركة الاعتراض على شكل هذه العلاقة بين واشنطن وتل أبيب سينعكس بالضرورة على علاقة الناخب بالكونغرس، وبالتالي سينتج عنه نوع من التغيير في السياسات.