اجتماع أوروبي استثنائي يبحث تطورات العراق
قال المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اليوم الأربعاء، إن اجتماعا استثنائيا لوزراء خارجية الاتحاد سينعقد الجمعة المقبلة لبحث الوضع في العراق، وسط قلق غربي متزايد من تأثير تقدم تنظيم الدولة الإسلامية على حياة عشرات الآلاف من الأقليات العراقية.
وحث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظراءه الأوروبيين على الاجتماع سريعا لمناقشة الأزمة، وبيّن أن الحكومة الألمانية تعتقد أن "من الأهمية أن يكون هناك رد أوروبي". وأضاف "من المهم أن يكون هذا الرد رصينا في مسألة تقديم المعدات والمساعدات الإنسانية".
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية إنهم "يواجهون تهديدا وجوديا لعشرات آلاف الأشخاص الذين يحاربون من أجل الحفاظ على حياتهم في هذه اللحظة"، واعتبر أن ما يحدث يشكل خطرا وجوديا على أقليات عرقية ودينية في العراق وعلى الدولة هناك وعلى المنطقة بأسرها".
وجاءت هذه التحركات في وقت يسعى فيه مقاتلو تنظيم الدولة للتوسع أكثر، حيث امتدت المعارك وبات التنظيم يهدد إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.
كما أدى تقدم تنظيم الدولة حتى مشارف الإقليم إلى فرار عشرات آلاف المدنيين من المسيحيين والإيزيديين.

وكان قد تعَذّر على الاتحاد الأوروبي الاتفاق على موقف موحد بشأن توريد أسلحة إلى الأكراد في قتالهم ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنه ترك الباب مفتوحا أمام كل دولة للقيام بذلك، بالتنسيق مع بغداد.
شحنة أسلحة
على صعيد متصل أعلنت الرئاسة الفرنسية إرسال شحنة أسلحة إلى كردستان العراق لدعم القوات التي تخوض معارك ضد تنظيم الدولة.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن القرار اتخذ "استجابة للاحتياجات الملحة التي أبدتها السلطات الكردية الإقليمية" ويحظى بدعم من السلطات في العاصمة العراقية بغداد.
وبهذا القرار تكون فرنسا أول دولة أوروبية تستجيب للدعوات الكردية للحصول على أسلحة لمحاربة تنظيم الدولة الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق، فضلا عن أجزاء من سوريا المجاورة.
وكانت حكومة كردستان قد طالبت بالحصول على مساعدات عسكرية مع مساعدات إنسانية من أجل دعم قوات البشمركة التابعة لها في التصدي لمسلحي تنظيم الدولة.
كما حذت جمهورية التشيك حذو فرنسا، وقالت إنها تنظر في إرسال أسلحة إلى أكراد العراق بواسطة شركات خاصة.

من جانبها قالت ألمانيا أمس الثلاثاء إنها تدرس إرسال معدات عسكرية غير قتالية، في حين أشارت بريطانيا وإيطاليا إلى أنهما تعتزمان دعم تسليح القوات الكردية.
وضع طارئ
وبسبب تطورات الوضع في العراق قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون عطلته وعاد إلى بريطانيا ليترأس اجتماعا يناقش الأزمة العراقية. يأتي ذلك بعد أن حثه عدد من الساسة والعسكريين السابقين على التدخل هناك عسكريا.
وكان من المقرر أن يعود كاميرون من عطلته الصيفية في البرتغال غدا الخميس، لكن مكتبه أصدر بيانا اليوم ذكر أنه عاد بالفعل إلى بريطانيا وسيرأس اجتماعا للجنة حكومية لمواجهة الطوارئ.
كما دعا اثنان من كبار العسكريين البريطانيين السابقين سلطات بلادهم إلى الاقتداء بأميركا والتدخل عسكريا لوقف تنظيم الدولة الإسلامية لأسباب إنسانية.
يشار إلى أن بريطانيا تشارك بالفعل في إسقاط مساعدات للاجئين محاصرين في شمال العراق باستخدام طائرات شحن "سي-130".
كما وافقت لندن على شحن إمدادات عسكرية مهمة قدمتها دول أخرى للقوات الكردية لمساعدتها على حماية اللاجئين الذين فروا إلى إقليم كردستان.
في غضون ذلك أعلنت أستراليا أنها ستساعد المدنيين العراقيين الفارين من زحف مسلحي تنظيم الدولة، إلى جانب كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.