وارسي تحذر من خسارة المحافظين ببريطانيا

حذرت وزيرة بريطانية سابقة اليوم الأحد من أن حزب المحافظين الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ديفد كاميرون سوف يخسر الانتخابات التي ستُجرى العام المقبل بسبب إهماله الناخبين المنحدرين من أقليات عرقية.
وقالت وزيرة الدولة السابقة بوزارة الخارجية البريطانية سعيدة وارسي -التي ساهمت بدور فعال في حشد أصوات المسلمين في بلادها لحزب المحافظين- إن الواقع الانتخابي "يشي بأننا لن نحقق أغلبية واضحة للمحافظين ما لم نشرع في استقطاب مزيد من أصوات الأقليات العرقية" في الانتخابات العامة المقبلة.
وكانت وارسي أول امرأة مسلمة تتقلد منصبا وزاريا في بريطانيا قبل أن تستقيل منه الثلاثاء الماضي احتجاجا على سياسة حكومتها إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد تسببت وارسي في إحراج ديفد كاميرون عندما تقدمت باستقالتها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بسبب ما اعتبرته تعاطيا "لا يمكن الدفاع عنه" مع الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
واستأثرت وارسي مرة أخرى باهتمام الصحف البريطانية التي أبرزت تحذيرها على صدر صفحاتها الأولى اليوم الأحد.
وقالت في مقابلة مع صحيفتي صنداي تايمز وإندبندنت أون صنداي "لعلنا تأخرنا كثيرا في أخذ هذه الشريحة من الناخبين على محمل الجد"، في إشارة إلى الأقليات العرقية في بريطانيا.
ومن شأن هذا التحذير -بحسب وكالة رويترز- أن ينكأ جرحا لم يكد يندمل عند كاميرون، ذلك أن ما حصل عليه من دعم ضئيل من الأقليات العرقية كان أحد العوامل التي حالت دون تحقيقه فوزا صريحا في انتخابات 2010، الأمر الذي اضطره إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الديمقراطيين الأحرار ذي الميول اليسارية.
والبارونة وارسي (43 عاما) ابنة لأبوين باكستانيين هاجرا إلى بريطانيا ليستقرا فيها، وهي تتحدث اللغات الأوردية والبنجابية والغوجراتية بطلاقة، وكانت تولت منصب وزيرة الدولة بالخارجية ووزيرة لشؤون الجاليات والمعتقدات عام 2010.
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون انتقادات واسعة من أطراف سياسية، من بينها حزب العمال المعارض لعدم اتخاذ الحكومة موقفا أكثر حزما تجاه إسرائيل بسبب عدوانها على غزة.