المليشيات العراقية عنوان جديد للأزمة
أحمد الأنباري-الرمادي
وبدأت حملة التطوع بعد الفتوى التي أصدرها المرجع الأعلى في النجف علي السيستاني في 13 يونيو/ حزيران الماضي، عقب سقوط الموصل بأيدي ثوار العشائر وتنظيم الدولة.
وقال عضو لجنة الأمن النيابية حاكم الزاملي للجزيرة نت "المتطوعون بالآلاف، ولكن لا ينبغي للجيش العراقي أن يعتمد عليهم، بل يجعلهم ظهيرا له عندما تحتاج بعض القطعات العسكرية إلى متطوعين منهم، والجيش بدأ يحقق نتائج جيدة بمحافظتي صلاح الدين وديالى، واستعاد زمام المبادرة، وبعض العمليات العسكرية تم زج المتطوعين فيها".
لا يُعقل
من جانبه، اعتبرعضو اتحاد القوى الوطنية النائب مطشر السامرائي زج المليشيات بالجيش "أمر خاطئ جداً، وعقد الأزمة، لأنه لا يعقل أن الجيش الحالي لا يمكن أن يحمي المدنيين من الإرهاب، والوضع الأمني لا يمكن إعادته إلى طبيعته ما لم يتم الاعتماد على خبرات الجيش العراقي السابق الذي خاض حروب متتالية، ومن الخطأ الاعتماد على المليشيات والضباط الذين لا يملكون الخبرة". كما طالب بإعادة الخدمة الإلزامية ليضم الجيش جميع أبناء الشعب وليس التركيز على طائفة معينة.
أما الخبير الأمني محمد نعناع، فقال إن "الفصائل والتشكيلات الرديفة والمليشيات والمتطوعين ساعدت الجيش بشكل كبير في رفع معنوياته بعد الهزيمة في نينوى" مؤكداً أن تعزيز الجيش "بدماء جديدة وشباب هم في حالة اندفاع وانفعال اجتماعي وعقائدي له تأثير جيد على استعادة معنويات الجيش". وأشار إلى أن الجيش العراقي الحالي "يعاني من سوء الإدارة من قبل مكتب القائد العام للقوات المسلحة إضافة إلى الإدارة الميدانية السيئة التي تتابع أمور الجنود من ضباط".
واعتبر نعناع ما يحدث حاليا "عسكرة للمجتمع لابد أن تنتهي بأسرع وقت، والفساد في الإدارة العسكرية سمح بانتشار الفصائل المسلحة من جميع أطراف المجتمع العراقي، وبدأت تظهر مجاميع جديدة تحت أسماء مختلفة، ونبه إلى غياب إحصائية دقيقة عن عدد المتطوعين، مضيفا أن التشكيلات الجديدة لا تؤثر بالمعركة لأن أفرادها "غير مدربين بشكل جيد". ومحافظة صلاح الدين التي يقع نصفها بيد المسلحين لا يتحمل الجيش تبعاتها، بل هي نتاج تراكمات سوء إدارة الملف الأمني من قبل القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي".
تراكمات
بدوره، قال الخبير الأمني هشام الهاشمي "إن الاشتباك المسلح بين عصائب أهل الحق وسرايا السلام في سامراء جاء نتيجة تراكم خصومات كلامية جارحة، وامتداد لتاريخ الانشقاق الذي وقع قبل أكثر من أربع سنوات، والمتابع لما يحدث في عمليات سامراء يطلع على أشياء أكبر من تلك التي حدثت في الأيام الماضية".
وأشار إلى أن هناك عدم تنسيق وضعفا في التنظيم وإدارة الحركات والتنقلات "وهذه التشكيلات تعمل بأمر القيادات الدينية، مع تعاليها على القيادات العسكرية، وأخطر ما في هذه الاحتكاكات هو انشغالهم بالأمور الجانبية وإهمالهم لتحرير مناطق صلاح الدين من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين".
واعتبر أن أهالي سامراء أكبر المتضررين من وجود التشكيلات غير النظامية التي تفتقد إلى أسلوب التعامل اللائق معهم، فضلا عن استخدامهم لمعظم الدوائر الخدمية مقرات لهم، وبذلك قد عطلوا كل أشكال الحياة اليومية.