كيري يعود إلى القاهرة واستمرار الجهود لاتفاق بغزة

وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة قادما من إسرائيل، في زيارة هي الثانية له خلال 48 ساعة، ليجري محادثات مع المسؤولين المصريين بشأن مساعي وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويأتي ذلك وسط جهود دولية مكثفة لم تثمر اتفاقا بعد، ووسط إصرار المقاومة على مطالبها برفع الحصار أولا.
وكان كيري قد أجرى في وقت سابق أمس مباحثات منفصلة مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول الشأن نفسه.
وقال الوزير الأميركي في تل أبيب إن هناك تقدما تم إحرازه خلال الساعات الماضية من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن الأمر يتطلب مزيدا من العمل، حسب قوله.
وتزامنت زيارة كيري إلى المنطقة مع وجود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في إسرائيل، كما زار وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، حيث دعا من هناك إلى وقف إطلاق النار، وإلى "حل دائم من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وفي جدة، استقبل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مساء الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبحثا الأوضاع في غزة.

مطالب المقاومة
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، لم يتم الحديث بشكل واضح عن تفاصيل اتفاق بشأن وقف إطلاق النار إلا من بعض التسريبات، لكن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل قال مساء أمس الأربعاء إن حديثا يدور تحت الطاولة لنزع سلاح المقاومة.
وأكد مشعل أن المقاومة والشعب الفلسطيني لن يقبلا بأي مبادرة لا تضمن رفع الحصار كليا عن قطاع غزة، مشيرا إلى أن حركة حماس والفصائل الأخرى لا تعترض على جهد أحد لوقف الحرب المستمرة على غزة وإنما على مضمون المبادرات المطروحة.
كما جددت حركة الجهاد الإسلامي تأكيدها على ضرورة عدم الاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل الاتفاق على مطالب المقاومة. وقال المتحدث باسم الحركة داود شهاب للجزيرة إن إسرائيل قد تدير ظهرها لأي اتفاق كما حدث في تجارب سابقة، على حد وصفه.
من جهته، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة إن الجهود التي يبذلها كيري لوقف إطلاق النار في غزة جاءت لإنقاذ نتنياهو من المأزق الخطير الذي يعيشه، مشيرا إلى أن المشكلة ليست في المقاومة ولكنها في الاحتلال.
يذكر أن كيري كان قد أجرى مباحثات قبل يومين بالقاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصرح بأن المبادرة المصرية يجب أن تكون الإطار لإنهاء ما سماه "العنف"، وأن على حماس أن تتطلع إلى التفاوض لإنهاء القتال في غزة.
وتدعو المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بلا شروط، ثم التفاوض بعد ذلك، وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس أن بلاده متمسكة بمبادرتها التي تدعمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين لم تبدِ إسرائيل أي تحفظ عليها.