تحديا للحصار.. الغوطة تأكل مما تزرع
سامح اليوسف-الغوطة الشرقية
وتوجد بالغوطة أيضاً أشجار مثمرة تقطف منها أطنان الفواكه، لكنها ما تزال ترزح تحت حصار فرضته عليها قوات النظام منذ سيطرة المعارضة عليها نهاية عام 2012.
وبلغ الحصار ذروته في الشتاء الماضي، حيث غابت عن الغوطة في تلك الفترة جميع المواد الأساسية من القمح والبقول والفواكه والخضراوات.
لكن المزارعين وضعوا بذورهم في الشتاء ليعودوا ويجنوا المحصول في هذا الصيف، وباتت الغوطة اليوم قريبة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.
"نأكل مما نزرع". أول جملة تحدث بها أبو محمد -أحد الفلاحين- ممسكا بيده سنبلة من قمح، ويضيف للجزيرة نت "هذه السنبلة كانت حلم أطفالي في الشتاء الماضي وحققته لهم اليوم، الآن أحصد القمح من بستاني".
أما محمود، فيؤكد أن السكان باتوا يستهلكون قمحا زرعوه في الغوطة بعد أن منعهم النظام من جلبه من دمشق.
استثمارات زراعية
واستثمر عدد من المؤسسات المدنية والتشكيلات العسكرية -أبرزها جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية- في مشاريع زراعية تركزت بشكل كبير على محصول القمح ومولت بعض الفلاحين الفقراء.
ويقول محمود إن عدم استعدادهم للحصار جعل القمح ينفد بسرعة عند حلول فصل الشتاء الماضي، مما جعل سعر الكليوغرام الواحد يبلغ 1200 ليرة سورية (ثمانية دولارات).
وقد دفع هذا الوضع الناس لاستخدام أعلاف الحيوانات حينها بعد أن سمح النظام بإدخالها عبر اتفاقية جرت مع بعض التجار.
ويقول الفلاح أبو سليمان إن أهالي الغوطة حققوا حاليا الاكتفاء الذاتي، وبات بإمكان المواطن التخلي عن الخضراوات والحبوب غالية الثمن والتي كانت تهرب إلى المدينة.
لكن هناك تحديات تواجه الزراعة في الغوطة، أهمها نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تستخدم لري المحاصيل الزراعية.
ويقول أبو سليمان إن أسعار الديزل شهدت غلاء كبيرا في الغوطة، إذ ارتفعت بمعدل 25 ضعفا منذ اندلاع الثورة.
وقد دفع غلاء الوقود مزارعي الغوطة الشرقية إلى نقل محاصيلهم إلى أسواق المدن على الحيوانات والمواشي.
كذلك يشتكي المزارعون من نقص الأسمدة والمبيدات الحشرية وغلاء الموجود منها، مما يشكل خطرا على الحقول الزراعية بالغوطة.