قتلى بشرق أوكرانيا وسط تحذير روسي وتحرك دولي
سقط قتلى وجرحى اليوم الاثنين في اشتباكات بين قوات أوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا شرق أوكرانيا، وسط تحذير روسي من "كارثة إنسانية" وتحرك دولي لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
أما الانفصاليون فقالوا إن ما يصل إلى عشرين من مقاتليهم ربما يكونون قتلوا في الاشتباكات مع القوات الحكومية.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت السلطات الأوكرانية إغلاق جميع المعابر الحدودية بشكل مؤقت، مجددة على لسان الرئيس المؤقت ألكسندر تورتشينوف اتهام موسكو بشن حرب عليها.
توتر
وتسود حالة من الترقب والتوتر في مدينة لوغانسك في أقصى شرق أوكرانيا بعدما سيطرت جماعات موالية لروسيا على عدة مبان سيادية. ويتوقع أن يقوم الجيش الأوكراني بعملية لاستعادة هذه المباني.
وأفادت وكالة رويترز بأن مقاتلين موالين لروسيا أسقطوا مروحية للجيش الأوكراني في مدينة سلافيانسك شرقي البلاد، ولكن طاقم الطائرة تمكن من النجاة.
وأعلنت كييف عن إرسال وحدة جديدة من القوات الخاصة إلى مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية بعدما انتقدت الشرطة ووصفت تعاملها مع الانفصاليين بالمشين، لا سيما أن سيطرة الموالين لأوديسا ستكون ضربة اقتصادية وسياسية ضخمة لكييف التي تتهم موسكو بالتخطيط لتفكيك أوكرانيا.
وكان موالون لروسيا قد اقتحموا الأحد مقرا للشرطة في المدينة، ونجحوا في إطلاق سراح نحو سبعين متظاهرا اعتُقلوا خلال الاضطرابات الدامية التي وقعت الجمعة الماضية.
وفي تطور آخر، سيطر مسلحون موالون لروسيا على مبنى جهاز أمن الدولة في لوغانسك باعتباره رمزا سياديا لسلطة كييف.
من جهتها، طالبت الخارجية الروسية السلطات الأوكرانية بوقف ما سمتها المجزرة في شرق أوكرانيا وسحب قواتها من هناك، والجلوس على طاولة التفاوض لحل الأزمة السياسية الأوكرانية.
وقالت الوزارة في بيان إن "كارثة إنسانية ستحل بالمدن المحاصرة.. نلاحظ نقصا في الأدوية وبداية توقف في نقل المواد الغذائية".
تحرك دولي
وفي إطار التحرك الدولي، عرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التوسط لإنهاء الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا، حسب ما صرح به لوكالة الصحافة الفرنسية في أبوظبي اليوم الاثنين.
ودعا بان أطراف الأزمة الأوكرانية إلى حل هذه المشكلة بالطرق السلمية، مؤكدا استعداده لأن يلعب دورا في ذلك عند الضرورة، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، يتوجه مسؤول أميركي بارز إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا هذا الأسبوع لمناقشة العقوبات ضد روسيا بسبب ما وصفه بيان الخزانة الأميركية "بسلوك روسيا غير القانوني في أوكرانيا".
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت أنها ستستقبل الحكومة الأوكرانية التي يترأسها أرسيني ياتسينيوك يوم 13 مايو/أيار الجاري في بروكسل لبحث تدابير دعم كييف.
وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية بيا أرنكيلدي هانسن لدى الإعلان عن الاجتماع أن المفوضية عازمة على مساعدة أوكرانيا وتقديم الدعم الضروري لها.
ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى كييف مساء الثلاثاء حيث يعقد لقاءات مع مسؤولين أوكرانيين، في حين يزور رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بورخالتر موسكو يوم الأربعاء لبحث الملف الأوكراني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويبحث الرجلان سبل عقد مفاوضات تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تسهل قيام حوار وطني قبل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة يوم 25 مايو/أيار الحالي.
من جانبها، قالت روسيا أمس الأحد إن الرئيس بوتين بحث هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأزمة الأوكرانية، وأكد لها على أهمية "عمل دولي فعال" لخفض التوتر في المنطقة.