أولمبياد فلسطيني للرياضيات

عاطف دغلس-طولكرم
لم يكتف الطالبان عهد أبو سعده ويارا السيد بما حققاه من تفوّق في مادة الرياضيات العامة داخل مدرستيهما، بل خضعا مع أكثر من تسعمائة طالب آخر للأولمبياد الوطني الفلسطيني لاختبار قدرتها وتفوقهما.
وهذا العدد هو خلاصة من نحو 11 ألف طالب وطالبة يدرسون بالصف الـ11 العلمي بمختلف مدارس الضفة الغربية، تقدموا للمشاركة في أولمبياد الرياضيات الفلسطيني الذي عقد في جامعة فلسطين التقنية خضوري بمدينة طولكرم.
وتقول يارا الطالبة في إحدى مدارس منطقة دورا بمحافظة الخليل جنوب الضفة، إن مشاركتها بالأولمبياد وسيلة لقياس مدى قدرتها على التفوق وإحراز نتيجة أفضل أو مشابهة لتلك التي تحصدها بالمدرسة، لمقارنة نفسها بزملائها المتقدمين من المدارس كافة.
وأقرّت يارا -المشاركة سلفا "بأولمبيادات" محلية وعربية في مجالي العلوم والرياضيات- بأن المنافسة صعبة للغاية، ولذا فهي تراهن على الحظ، مبينة أن الأهم هو الخروج عن المألوف والروتين في النظام التعليمي الفلسطيني.
أما الطالب عهد أبو سعده فاعتبر أن مشاركته -سواء أكانت النتيجة سلبية أم إيجابية- ستدفعه لمضاعفة جهده وتطوير ذاته وزيادة ثقته بنفسه.
بعد غياب
وانطلقت الدورة السادسة من الأولمبياد أمس الأحد -بعد انقطاع لسنوات عدة- في جامعة فلسطين التقنية خضوري بمدينة طولكرم، على أن تعلن نتائجه خلال الأسابيع القادمة.

وفي حديث للجزيرة نت، قال رئيس الجامعة الدكتور مروان عورتاني إن الأولمبياد جاء لاصطفاء عشرين طالبا فقط من 931 مشاركا في المرحلة الثانية، عبر اختبار مطور عن سابقه يتعلق بمهارات التفكير العليا والتفكير المنطقي والاستنباط والقياس والاستقراء.
وحسب تعبيره، يخلص الأولمبياد إلى اختيار "صفوة الصفوة" من الطلبة المتقدمين سيخضعون لدورات رياضية علمية مكثفة، إضافة إلى رعاية خاصة بهدف تحسين مستوياتهم للمنافسة عالميا.
كما سيحظى الفائزون بمنح دراسية في جامعة خضوري وغيرها من الجامعات الفلسطينية.
الحاجة والتحفيز
وتعد الحاجة إلى هذا الأولمبياد ملحة بعدما أضحت نتائج فلسطين في الرياضيات غير مرضية محليا وعالميا، وفق المدير العام للإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم ثروت زيد.

ولم يخف زيد تدني نسبة المقبلين على اختيار تخصص الرياضيات من بين طلبة الجامعات، وقال إنها لا تكاد تلحظ، مضيفا أن "نسبة الملتحقين بكافة التخصصات العلمية والمهنية لا تصل إلى 20%".
وأرجع ذلك إلى غياب الوظائف للخريجين، وانسداد الأفق أمام المتخصصين بالرياضيات وإقحامهم في مجال التدريس فقط.
ويشير المنسق الإداري أحمد عمار إلى أن الأولمبياد نسخة من نظيره العالمي لكنه بصيغة فلسطينية، وهو ما سيجعله مستداما خلال السنوات القادمة سيما في ظل تعاون أكاديمي وعلمي لإنجاحه.
وأضاف عمار أن الاختبار تميز بكونه ثمرة تعاون بين عدة مؤسسات أهلية وأكاديمية شاركت في وضع الأسئلة وتبني المتفوقين ودعمهم ماديا ومعنويا.
ويقول باسم السيد -وهو والد إحدى الطالبات المشاركات- إن الطلاب بحاجة إلى دعم من مختلف المؤسسات وحثهم على الدراسة الذاتية والخروج عن الروتين التعليمي بالمدارس.
ورأى أن أهم ما في هذه الاختبارات هو أنها تقيس قدرة ومستوى ذكاء الطالب المشارك، وتشكل عاملا وحافزا للتغلب على المشاكل التي تواجهه.