"وطي صوتك" حملة تدعو لمقاطعة الانتخابات بسوريا
ناريمان عثمان-عمان
مهدي وزويا وعدنان ليسوا على القدر نفسه من الشهرة التي يتمتع بها ممثلون مثل دريد لحام وسلمى المصري، لكنهم قرروا أن يبدؤوا حملتهم الخاصة في وجه ترويج هؤلاء النجوم للانتخابات الرئاسية بسوريا.
وتزامن إطلاق شعار "سوا" للحملة التي تدعو لانتخاب بشار الأسد في سوريا مع انتشار دعوات معاكسة له استخدمت شعارات ساخرة من قبيل "نسرق بيوتكم سوا", "دافنينو سوا".
واعتمد المناهضون للأسد شعار "سوريا تنتحب" بدلا من "سوريا تنتخب" معتبرين أن ذلك أقرب إلى واقع بلادهم.
مهدي الناصر أحد المشاركين بحملة "وطي صوتك" والتي جاءت ردة فعل على الحملة الانتخابية في دمشق، ظهر في فيديو قائلا "إذا أردت أن يستمر سيادته في محاربة الإرهابيين وتدمير دير الزور وباقي المدن السورية، اذهب ومارس واجبك الوطني وانتحب".
مهزلة انتخابية
وقال الناصر للجزيرة نت إنه وافق فورا عندما عُرضت عليه المشاركة في الحملة لتذكير الناس بما يحدث في سوريا.
ويعتقد أن الانتخابات مهزلة وليست حقا ولا واجبا كما يدعي النظام، لأنه لا يملك أصلا الشرعية ليجري أية انتخابات، على حد قوله.
ويقول إنه تعمد التحدث بلهجة الديرية لأن ما تعرضت له دير الزور لم ينل حقه من التغطية الإعلامية.
أما المخرج زانيار علي، فأوضح للجزيرة نت أنهم لا يملكون أستديوهات كتلك التي يملكها النظام كما أنهم يعانون من نقص المعدات مثل كل مؤسسات الثورة.
وقال إن معظم الذين شاركوا في الحملة لم تكن لديهم تجارب سابقة في الظهور أمام الكاميرا، لكنهم أرادوا إيصال صوتهم رغم ذلك.
وأشار علي إلى أنهم تواصلوا مع عدد من الممثلين السوريين المعروفين من ذوي التوجهات المعارضة للنظام وطلبوا منهم المشاركة بالحملة لكنهم اعتذروا وتذرعوا بحجج مختلفة، وفق قوله.
وأضاف أن الناشطين حاولوا ألا يُحسبوا على أية جهة أو مؤسسة، لذلك لم يستخدموا سوى شعار حملة "وطي صوتك" ويقصد به الصوت الانتخابي.
وجه سلمي
عدنان حداد طبيب أسنان وأحد القائمين على الحملة، قال إنهم عندما شاهدوا فيديوهات دعائية لحملة النظام قاموا بإنتاج فيديو يتهكم على "كلامهم الفارغ" وبعد الانتشار الذي حققه قرروا تنفيذ حملة متكاملة.
واعتبر حداد أن حملة الأسد لم تكن مستفزة بقدر ما كانت مثيرة للسخرية بالنسبة له وللناشطين المشاركين في "وطي صوتك" التي تدعو لمقاطعة الانتخابات بالمناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام.
وأضاف أن التفاعل مع حملة "وطي صوتك" كان سريعا وخصوصا الفيديوهات التي حصلت على مشاهدات أكثر مما كانوا يتوقعون.
واعتبر أن "وطي صوتك" استطاعت بالتضافر مع حملات مماثلة أن تعبر عن الوجه السلمي والمدني للثورة السورية. ولفت إلى أن وجود مرشحين آخريْن إلى جانب الأسد لا يعني أبدا أنهما يملكان أية فرصة للفوز، إنما مجرد أداتين وسيكون مصيرهما النسيان بانتهاء هذه "المسرحية" حسب تعبيره.
وأكد حداد أن الرسالة من الحملة كانت واضحة، إذ يجب أن يسقط نظام الأسد مهما كلف الأمر أو طال الوقت واختلفت الأساليب، وفق تصوره.