تشكيك بنتائج انتخابات كردستان العراق
ناظم الكاكئي-أربيل
وشكك في الانتخابات حزب حركة التغيير (كوران) الذي جاء في المركز الثالث بحصوله على تسعة مقاعد -متراجعا إلى المرتبة الثالثة على مستوى الإقليم بعد أن كان في المرتبة الثانية في انتخابات برلمان الإقليم- حاله في ذلك حال الأحزاب الإسلامية في الإقليم وقدمت اعتراضات وشكاوى من "عمليات التزوير".
لكن رأي الشارع الكردستاني توزع بين مؤكد لحدوث عمليات تزوير منظمة نفذتها أحزاب السلطة، ورافض لهذه المسألة يربط تراجع بعض الأحزاب السياسية بـ"الأخطاء التي رافقت دعايتها الانتخابية".
ويؤكد محمود كمال -الأستاذ الجامعي في أربيل- أنه لم يقتنع بالنتائج التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات بحصول أحزاب السلطة على هذه الأصوات وقال للجزيرة نت "إن الأصوات الرافضة للحزبين الحاكمين كانت أكبر من الأصوات التي حصلوا عليها، ولا سيما بعد الأزمة التي تفاقمت مع المركز، والنقص في السيولة النقدية، وعدم صرف مرتبات الموظفين، والبطالة التي تفشت على إثرها، وغيرها من الأمور المخجلة، لكن الجميع فوجئ بهذه النتائج".
تباين
على النقيض من ذلك يؤكد ريبوار عبد الله -موظف حكومي- أن الانتخابات كانت نزيهة وأظهرت حجم الأحزاب الكردستانية وأن تراجع بعض الأحزاب وخاصة المعارضة "جاء بسبب الغموض في خطابهم السياسي واشتراكهم في حكومة كانوا يرفضون التعامل معها سابقا ويصفونها بالفاسدة إداريا وماليا".
ولا ترى حركة التغيير حدوث تراجع في عدد أصواتها على مستوى الإقليم، لكنها تؤكد -حسب الناشط في الحركة كيلان سليمان- أن عمليات "تزوير منظمة نفذتها أحزاب السلطة في الإقليم, ونحن على يقين من ذلك، ولا سيما أن المفوضية أعلنت أن نسبة المشاركة التي لم تتجاوز 30% قبيل إقفال الصناديق بأربع ساعات فيما تجاوزت هذه النسبة 60% في أغلب المحافظات".
وأضاف للجزيرة نت أن أحزاب السلطة استخدمت سياسة التخويف وترهيب أنصارها وطالبت بالبطاقات الانتخابية من الناخبين قبيل يوم الاقتراع واستخدمت جميع الطرق غير القانونية بما في ذلك المال والسلطة لعدم تكرار تجربة الانتخابات التشريعية لبرلمان الإقليم التي جرت في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، التي حصلت فيها حركة التغيير على المركز الثاني.
وأوضح سليمان أن حركة التغيير "تنظيم جماهيري يحترم أصوات أنصاره ويحافظ عليها ولا يريد النيل من التجربة الديمقراطية التي أصبحت موضع شك بين المواطنين الذين يرغبون التداول السلمي للسلطة بعيدا عن العنف وتزوير إرادة الناخبين، لهذا قدم طعنا بنتائج بعض المحطات والمراكز الانتخابية مؤملا في الإجابة عليها من قبل المفوضية لصالحها".
يذكر أن نتائج انتخابات برلمان إقليم كردستان قد وضعت حركة التغيير على رئاسة البرلمان، في أول مرة بعد عقدين من الزمن هيمن فيهما الحزبان الرئيسان الديمقراطي بزعامة البارزاني، والاتحاد بزعامة الطالباني على البرلمان والمناصب الحكومية.