الانتخابات الرئاسية الأوكرانية.. تصويت في أوج الأزمة
محمد صفوان جولاق-كييف
وسيصوت الناخبون الأوكرانيون اليوم لاختيار رئيس جديد بعد عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ويرى مراقبون أن الرئيس المنتظر سيمنح الشرعية لنظام الحكم الذي لا تعترف به روسيا وشريحة واسعة من الأوكرانيين.
لكن هذه الأهمية لا تخفي جدلا حول إمكانية إجراء الانتخابات في شرق البلاد المتوتر، واستحالة إجرائها في القرم، الذين كان دائما أكبر داعم للمرشحين الموالين لروسيا في كل انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وفي منطقتي لوهانسك ودونيتسك -اللتين أعلنهما الانفصاليون جمهوريتين شعبيتين مستقلتين قبل أيام- غابت الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الموالين للغرب، بسبب رفض الانفصاليين لها، مع انتشار قليل لدعايات الموالين لروسيا، والمحسوبين على "حزب الأقاليم "ونظام حكم يانوكوفيتش السابق.
صعوبات أمنية
واعترفت لجنة الانتخابات المركزية في العاصمة كييف بصعوبات "غير مسبوقة " تعيق إجراء الانتخابات في مناطق الشرق، لكنها في المقابل أقرت حلولا "تضمن الشرعية، وتراعي الأوضاع الأمنية"، كما قال إيغور جيدينكو عضو اللجنة للجزيرة نت.
وتوقع جيدينكو أن يحجم الكثير من الأوكرانيين عن التصويت "خوفا من انتشار الانفصاليين المسلحين، ولهذا قررت اللجنة السماح للناخبين بالتصويت في مراكز أخرى لا تتبع لأحيائهم التي يقيمون فيها". مضيفا أن "مسلحين انفصاليين يطوقون سبعة مراكز انتخابية في دونيتسك ويحتلون خمسة في لوهانسك فقط، لكنهم ينشرون الذعر في آلاف المراكز الأخرى".
وقال إن اللجنة قررت السماح للناخبين في شبه جزيرة القرم بالتصويت خارج القرم أيضا، رغم أن أعدادهم المتوقعة لن تتجاوز 100 ألف من أصل نحو 1.5 مليون ممن يحق لهم التصويت.
وكان البرلمان الأوكراني قد أقر قبل أيام قانونا يقضي بتدخل عدة قوات خاصة لحماية مراكز الاقتراع قبل عدة أيام من موعد الانتخابات، ومنها قوات "ألفا" التابعة لجهاز أمن الدولة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، خرج آلاف العمال والموظفين في تظاهرات ضد الانفصاليين و"الجمهوريتين الشعبيتين" في إقليم الدونباس الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك أمس الأربعاء.
وجاءت تظاهر الفئة العاملة -التي ظلت صامتة طيلة الفترة الماضية- تلبية لدعوة من رجل الأعمال رينات أخميتوف، الذي حمل بشدة على الانفصاليين، وأكد استمرار الحراك الشعبي ضدهم، وأن مصلحة الدونباس في "أوكرانيا الموحدة".
ويعد أخميتوف هو أكبر رجل أعمال أوكراني، ولاعبا سياسيا بارزا، ويوصف بأنه "مالك إقليم الدونباس"، حيث تتبع له معظم الشركات والمصانع فيه.
وترى يوليا تيشينكو الخبيرة في مركز الدراسات السياسية أن الأوضاع باتت تتجه بعد حراك العمال نحو الضغط لتمرير الانتخابات في الشرق، لكنها لم تستبعد حدوث عمليات استفزازية من قبل الانفصاليين لمنعها.