بنغازي.. مسرح للاشتباكات والتهديدات

خالد المهير-بنغازي
اشتباكات الجمعة بين ثوار المدينة وقوات عسكرية تابعة لحفتر، والتي أوقعت أكثر من سبعين قتيلا و16 جريحا، كانت محل ردود فعل متباينة.
وندد بيان مشترك للحكومة والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) ورئاسة أركان الجيش الليبي بالحملة التي يشنها حفتر على مواقع للثوار في بنغازي، في وقت أصدرت رئاسة الأركان قرارا بحظر الطيران فوق بنغازي، ودعت كتائب الثوار إلى إسقاط الطائرات التي تخرج من دون إذن رسمي.
من جهته أكد وزير الدفاع المكلف خالد الشريف أن من "يستخدم القوة ضد الدولة سيواجه بالقوة لردعه ومنعه من أي محاولة انقلاب".
وأعرب رئيس لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني أبو القاسم دبرز في حديثه للجزيرة نت عن أسفه لسقوط شباب ليبيين "غرر بهم" حفتر، معتبرا أن الأخير وضع هؤلاء في "المحرقة"، محملا إياه مسؤولية "كل قطرة دم".
هجوم وانتقاد
وشن دبرز هجوما لاذعا على اللواء حفتر، وقال إنه "رجل انقلابي ودموي وتاريخه شاهد على ذلك"، ورأى أن زمن العسكر قد ولّى وأن ليبيا لن تحكم إلا من خلال صناديق الاقتراع.

ويتفق الناشط الإسلامي محمد عمر حسين بعيو مع موقف دبرز، مؤكدا أن حفتر "انقلابي" وقد سبق أن أعلن قبل عدة أشهر عن تعطيل البرلمان والحكومة مهددا (حفتر) بالقبض على أي مسؤول في المطارات الخاضعة له.
وأكد بعيو للجزيرة نت أن اللواء المتقاعد حفتر لا يدافع عن الدولة، بل عن مشروع عسكري مقابل آخر مدني، موضحا أن تجربة وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي قابلة للاستنساخ في ليبيا.
وأضاف المتحدث ذاته أن الاغتيالات التي يبرر بها حفتر حملته شملت المحسوبين على التيار الإسلامي آخرهم الداعية منصور البرعصي الذي قتل نهاية الأسبوع برصاص مجهولين في بنغازي، إلا أنه لم يمانع من تولي حفتر رئاسة الأركان بشرط الجلوس على طاولة حوار وطني وتقديم تنازلات وصفها بـ"المؤلمة" من مختلف الأطراف.
واجب وطني
في المقابل اعتبر محمد الحجازي الناطق الرسمي باسم عمليات كرامة ليبيا -التابعة لحفتر- أن "المافيا" -في إشارة إلى أعضاء المؤتمر الوطني العام- هم سبب انحراف ثورة السابع عشر من فبراير/شباط 2011، مؤكدا أن تحركهم واجب وطني لتطهير ليبيا من "الشراذم الضالة"، على حد تعبيره.
كما يؤكد الحجازي في حديث للجزيرة نت أنهم الشرعية بعينها، وأنهم لم يكونوا "مليشيات" أو أجنحة مسلحة، داعيا الدولة إلى تجريب القوة ضدهم.
وكشف الحجازي خلال حديثه أن جميع القواعد الجوية في شرق ليبيا باتت تحت سيطرتهم، وكذلك الوحدات العسكرية، متحدثا عن غرف عمليات سرية في جميع المدن الليبية للتحرك في الوقت المناسب لاجتثاث "الإرهاب".
من جهته وصف نائب رئيس التكتل الفدرالي زياد أدغيم "التطورات العسكرية المتسارعة بأنها المرحلة الثانية لنقل ليبيا من الدولة المتعثرة إلى الدولة الفاشلة"، متهما التيار الحاكم بضرب النسيج الاجتماعي وتفتيت الدولة وتقسيمها.

تمثيل الشرعية
أما الناشط السياسي يونس فنوش -المحسوب على التيار الوطني- فاعتبر أن وصف السلطات الحاكمة لتحركات حفتر بالانقلاب وحظر الطيران "لا قيمة لها"، ورأى أن المؤتمر الوطني العام والجهات التابعة له لا يمثلون شرعية.
وتساءل فنوش "أين كانوا من يزعمون الشرعية على مدى عام ونصف العام عندما كانت بنغازي تتعرض للإرهاب؟".
على صعيد متصل شكّك رئيس تحرير صحيفة "الحقيقة" جمعة الوازني في القوة التي تهدد بها الجهات الرسمية الليبية قوات حفتر، مؤكدا للجزيرة نت أن القوات الجهوية مثل الدروع "لن تدخل بنغازي ولن تدعم الدولة".
ويوضح الوازني أن "قوات الصاعقة هي الأخرى تقف حاليا على الحياد، والقوات الجوية منقسمة على نفسها، لكنها سوف تقف إلى جانب حفتر في حربه على الجريمة والتشدد"، وفقا لقوله.
غير أن رئيس اتحاد "ثوار ليبيا" عبد الهادي شماطة قال في حديثه للجزيرة نت إن التدخل الأجنبي بات قاب قوسين أو أدنى من ليبيا بعد احتدام الصراع بين "المتطرفين والإرهابيين وبعض الثوار"، مؤكدا أن على القوى العاقلة التحرك السريع لإيجاد الحلول.