انسحاب مسلحين من مقر البرلمان الليبي بعد اقتحامه

People stand inside the General National Congress (GNC) building, a day after protesters stormed into the building in Tripoli March 3, 2014. Protesters stormed the parliament on Sunday to demand the dissolution of the GNC, shooting and wounding two lawmakers and beating others. REUTERS/Ismail Zitouny (LIBYA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
مقر المؤتمر الوطني الذي يتعرض على الدوام لهجمات تشنها مجموعات مسلحة (رويترز-أرشيف)
انسحبت قوة مسلحة تابعة للواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر من مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في طرابلس بعد أن اقتحمته وسيطرت على محيطه لمدة وجيزة مساء اليوم الأحد، بينما نفى رئيس المؤتمر نوري بوسهمين خبر اختطافه، وسط أنباء عن اشتباكات بحي أبو سليم بالعاصمة طرابلس.

وقال مراسل الجزيرة في طرابلس محمود عبد الواحد نقلاً عن شهود عيان بأن قوة مسلحة اقتحمت مقر المؤتمر الوطني العام وسيطرت على محيطه لمدة وجيزة  قبل أن تنسحب من المكان.

وأضاف الشهود أن القوة مكونة من سيارات تحمل شارات عسكرية ومضادات للطيران، ولم تُعرف الجهة التي تتبع لها.

وقال شهود عيان إن قافلة من سيارات مدرعة دخلت طرابلس من طريق المطار، واتجهت إلى مقر المؤتمر الوطني العام.

وتلت ذلك مواجهات في محيط المكان، مشيرة إلى أنه تم إغلاق الطرق المؤدية إلى المؤتمر، بينما سارع سكان العاصمة إلى ملازمة منازلهم.

وكان المؤتمر الوطني العام رفع جلسته صباح اليوم، وأخلى مقره بعد وصول معلومات أمنية لأعضائه بقرب الهجوم.

من جهتها، أفادت وكالة رويترز بأن قوات تابعة لحفتر تبنت الهجوم على مقر المؤتمر الوطني، ونقلت عن محمد الحجازي المتحدث باسم "الجيش الوطني" التابع لحفتر، قوله إن من قاموا بالهجوم هم تابعون "للجيش الوطني" الذي يشن حملة على من يصفهم بـ"مجموعات إرهابية" في بنغازي شرق البلاد.

وعلى صعيد متصل، نفى أبوسهمين في مقابلة خاصة مع الجزيرة تعرضه للاختطاف مع مجموعة من أعضاء المؤتمر، مشيرا إلى أن عملية اقتحام المؤتمر تمت بشكل "غير مشروع".

واعتبر أن استهداف المؤتمر يدل على رفض عدد من الأطراف للديمقراطية، متوعدا بانتصار ثورة 17فبراير وبنجاحهم في بناء الدولة.

وفي نهاية أبريل/ نيسان الماضي هاجم مسلحون مقر المؤتمر الوطني الذي يتعرض على الدوام لهجمات تشنها مجموعات مسلحة، كان أحدها في الثاني من مارس/آذار الماضي، وأسفر عن إصابة نائبين بالرصاص.

تنديد وتحذير
وتأتي هذه المواجهات بعد يوم من تنديد المؤتمر والسلطات الليبية بالحملة التي يشنها حفتر على مواقع للثوار في بنغازي، معتبرة أنها محاولة "انقلاب" على ثورة 17 فبراير، وذلك بحسب بيان مشترك للحكومة والمؤتمر العام والجيش النظامي.

إعلان

وأوضح البيان -الذي قرأه رئيس المؤتمر نوري بوسهمين- أن الحملة التي يشنها حفتر على من يصفهم بـ"مجموعات إرهابية" تحرك "خارج عن شرعية الدولة وانقلاب يقوده حفتر". وحذر البيان من أنه "سيلاحق قانونا كل من شارك في هذه المحاولة الانقلابية".

حفتر أكد أن العملية تستهدف اجتثاث ما سماه
حفتر أكد أن العملية تستهدف اجتثاث ما سماه "الإرهاب" (الجزيرة)

معركة وأهداف
وكان حفتر قال في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية إن "طلائع الجيش اضطرت إلى خوض ما سماها معركة دفاع عن الوطن والشعب وأرواح جنود القوات المسلحة الذين يُغتالون بالمئات"، مضيفا أن هذه "العملية هدفها محدد وهو اجتثاث الإرهاب".

وأضاف حفتر أن الدم الليبي مقدس لكنّ الإرهابَ وخـَدَمَه، أرادوها معركة، بحسب تعبيره. مؤكدا تصميمه على مواصلة حملته العسكرية على ما سماه "مليشيات إسلامية" في بنغازي، وذلك بعد يومين من شنّ هجوم على من وصفهم بـ"الإرهابيين".

ولقي حفتر -الذي قدم نفسه كقائد لـ"الجيش الوطني"- دعما في عمليته الأخيرة من ضباط ووحدات عسكرية منشقة، ودعما بطائرات ومروحيات قتال.

وفي تأكيد على استمرار حملة حفتر، قال محمد الحجازي المتحدث باسم "الجيش الوطني" التابع لحفتر إن ما يجري ليس حربا أهلية إنما عملية للجيش ضد "المجموعات الإرهابية".

وطلب الحجازي في بيان من سكان أحياء القوارشة (غربي بنغازي) وسيدي فرج (جنوبي بنغازي) مغادرتها، من دون أن يؤكد تنفيذ هجوم جديد في هذه الضواحي التي تعتبر معاقل لجماعات إسلامية.

عملية عسكرية
من جانب آخر، نقل مراسل الجزيرة في بنغازي أحمد خليفة عن مصادر عسكرية ليبية قولها إن رئاسة أركان الجيش تجهز لعملية عسكرية واسعة خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ضد قوات حفتر، بينما وُضعت كتائب الثوار في حالة تأهب.

كما أفاد المراسل بأن الحكومة الانتقالية عينت القيادي البارز في كتائب ثوار بنغازي زياد بلعم منسقا بين الثوار والغرفة الأمنية المشتركة.

إعلان

وكانت رئاسة الأركان الليبية أعلنت فرض حظر للطيران فوق بنغازي، وحذر المتحدث باسمها من أنه سيتم استهداف أية طائرة تحلّق في أجواء بنغازي من دون أن تكون قد حصلت على إذن مسبق من رئاسة الأركان المشكلة من قبل الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها.

من جهته، قال العضو في اللجنة التشريعية والقانونية في المؤتمر الوطني العام عن مدينة بنغازي سليمان زوبي إن حفتر يبحث عن السلطة، مشيرا إلى أن تأكيد حفتر على محاربة الإرهاب هو مجرد "شماعة" لتحقيق مطالبه في السلطة.
 
واعتبر زوبي أن الذين مع حفتر ليسوا من ضباط الجيش، بل من زمرة قليلة تستفيد مما يحدث، لافتا أن من وصفهم بـ"أزلام" النظام السابق هم من يعملون على "توتير" الأوضاع في بنغازي.

وتشهد بنغازي وضعا أمنيا غير مسبوق عقب اشتباكات مسلحة يوم الجمعة الماضي بين ثوار المدينة وقوات عسكرية تابعة لحفتر استعملت طائرة حربية لقصف معسكر كتيبة 17 فبراير التابعة لرئاسة أركان الجيش.

في هذه الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة في بنغازي نقلا عن مدير مطار بنينا الدولي بأن جميع الرحلات ما زالت موقوفة حتى الثامنة من مساء يوم غد الاثنين خوفا من حدوث اشتباكات قرب المطار.

يأتي ذلك بينما ارتفعت حصيلة المواجهات التي جرت في المدينة يومي الجمعة والسبت إلى 75 قتيلا على الأقل و141 جريحا.

يشار إلى أنه ومنذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011، تشكل بنغازي مسرحا لهجمات واغتيالات شبه يومية تستهدف الجيش والشرطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان