الأمن الأردني يفض اعتصام مزارعين بالقوة

محمد النجار-عمان
وأصيب العشرات من المزارعين بجروح ورضوض واختناق نتيجة إلقاء الغاز المسيل للدموع، كما تعرض رئيس اتحاد المزارعين الأردنيين عدنان خدام للإصابة باختناق وبرضوض إثر الاعتداء عليه من قبل قوات الأمن.
واتهم مزارعون قوات الأمن والدرك بالاعتداء عليهم "بصورة وحشية وغير قانونية"، مؤكدين أنهم سيستمرون في اعتصامهم الذي قالوا إنهم سيعودون إليه غدا للاستمرار في مطالبهم بتعويض القطاع الزراعي عن الخسائر التي لحقت به نتيجة عدم القدرة على تسويق المنتجات الزراعية إلى خارج المملكة.

إذلال المزارعين
وقال رئيس اتحاد المزارعين الأردنيين عدنان خدام إن المزارعين قرروا أن يعتصموا بعد أن سدت الأبواب في وجوههم، حيث توقفوا عن توريد منتجاتهم من الخضار إلى الأسواق المركزية بعد أن أدارت الحكومة ظهرها لهم ورفضت الاستماع لمطالبهم المتمثلة في حل مشاكل التسويق والمياه وتأجيل القروض.
وأضاف خدام أن ذلك أدى إلى أن نحو 40% من المزارعين مطلوبون على قضايا تتعلق بقروض لا يستطيعون الإيفاء بالتزاماتها بسبب الوضع الصعب في وادي الأردن.
كما اتهم خدام رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور برفض تحقيق أي من مطالبهم في لقائه معهم قبل أسبوعين، وطالب المسؤولين بسرعة الاستجابة للمزارعين، مشيرا إلى أن بعضهم بدأ يتحدث عن "ثورة" في وادي الأردن إن استمر الوضع الحالي من الفقر وضعف التسويق.
وخلص إلى أنه "خلال ثلاثين عاما لن تكون هناك زراعة في وادي الأردن، وهذا لن يهدد الأردن فقط، بل سيهدد الأمن الغذائي للمحيط العربي الذي يعتبر وادي الأردن أحد أهم موارده من الخضار.

أسواق جديدة
كما اتهم المزارع عبد الحكيم الرماضنة حكومة النسور "باتخاذ قرار بإذلال المزارع الأردني بعد إفقاره".
وقال الرماضنة للجزيرة نت "اعتصامنا كان سلميا، وتفاجأنا بقوات الأمن والدرك تهاجمنا بحجة إغلاق الطريق، وتم الاعتداء علينا، مما أدى إلى إصابة 152 مزارعا باختناق وجروح ورضوض مختلفة".
وبغضب قال المزارع الرماضنة "جرى ضربنا والاعتداء علينا لأننا نطالب بحماية قوت أبنائنا، هذه الحكومة دمرت القطاع الزراعي الأردني، نحن نريد سياسات زراعية جديدة بعد إسقاط النسور وحكومته الذين أفقروا الشعب الأردني".
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الزراعة نمر حدادين إن الوزارة نجحت هذا العام في فتح أسواق في دول الخليج العربي وأوروبا والعراق.
وأعاد حدادين الأسباب وراء أزمة التسويق الحالية إلى الارتفاع في درجة الحرارة، مما أدى إلى إنتاج كبير من البندورة وأصناف زراعية أخرى أدت إلى هبوط أسعارها بما أثر بشكل حاد على المزارع.
وكان مزارعو وادي الأردن قاموا الخميس الماضي بإلقاء منتجاتهم في أحد الشوارع الرئيسية بعد أن قالوا إن سعر صندوق البندورة (خمسة كيلوغرامات) هبط في السوق المركزي لحوالي عشرة قروش (14 سنتا)، بينما يتم بيع الكيلو الواحد للمستهلك بالعاصمة عمان بنحو 45 قرشا (65 سنتا)، متهمين الحكومة بعدم حماية المزارع وتركه نهبا لكبار التجار.