تعثر المفاوضات يبرز قضية الشوبكي

أحمد فياض-غزة
قاد تدهور الوضع الصحي لأكبر الأسرى الفلسطينيين سنا في الآونة الأخيرة إلى الدفع بقضيته إلى واجهة الاهتمام الرسمي والشعبي، وخصوصا في ضوء مطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية إطلاق سراحه هو وجميع الأسرى المرضى والنواب كشرط لتمديد المفاوضات مع إسرائيل.
ويقبع الأسير فؤاد الشوبكي البالغ من العمر 75 عاما في السجون الإسرائيلية منذ 12 عاما، أمضى منها أربع سنوات في سجون السلطة الفلسطينية قبل أن تختطفه قوات الاحتلال في العام 2006 من سجن أريحا الخاضع في حينه لرقابة دولية، وتودعه في سجونها برفقة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وآخرين.
ويمكث الشوبكي في السجن على خلفية اتهامه بتمويل شراء أسلحة حملتها "سفينة كارين أيه" بإيعاز من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لدعم انتفاضة الأقصى في العام 2002، لكن جيش الاحتلال تمكن من كشف أمرها والسيطرة عليها ومصادرتها قبل أن تصل لأيادي المقاومين.

وتقول عبلة الشوبكي (60 عاما) إن صحة شقيقها كانت جيدة إبان وجوده في سجن أريحا، وكان يتمتع بمعنويات جيدة ولم يكن في حينه يشكو من أية أعراض صحية أو مرضية.
وأضافت أن شقيقها بدأ بعد عام من اختطافه يشكو شيئا فشيئا من عدة أمراض, بدأت بإصابته بمرضي الضغط والسكر، مرورا بظهور تكيسات وأورام في أنحاء متفرقة من جسده، وانتهاء بإصابته بجفاف في عينيه والاشتباه بإصابته بالسرطان.
محروم
وتابعت أن تلك الأخبار كان تتواتر من قبل الأسرى المفرج عنهم أو المحررين في صفقات التبادل، حيث لم تسمح قوات الاحتلال لأحد من أقاربه بزيارته باستثناء زوجته التي تمكنت من زيارته مرة واحدة قبل أن توافيها المنية إثر معاناتها من مرض القلب والضغط والسكر قبل نحو ثلاثة أعوام.
ورغم كبر سن الشوبكي فإنه كان حريصا على أن تصل أخباره إلى أقربائه بأنه يتمتع بصحة جيدة ومعنويات عالية، لكن شهادات الأسرى المحررين ممن أفرج عنهم في دفعات المحررين الثلاث التي رافقت عملية التفاوض تفيد بأن الشوبكي يعاني من تردٍ مستمر في وضعه الصحي والمعنوي.
وتؤكد عبلة الشوبكي شقيقة أكبر الأسرى سنا بأن وفاة زوجته أثرت كثيرا على وضعه الصحي والمعنوي، كون زوجته كانت بمثابة الأم والأب لأربع بنات وشقيقين إبان كان مطلوبا لقوات الاحتلال خلال سنوات الثمانينيات ومنذ فترة اعتقاله مطلع انتفاضة الأقصى.
وأوضحت أيضا أن زيارة شقيقها لعيادة السجن والمشفى المركزي لسجون الاحتلال تزايدت في السنة الأخيرة بشكل لافت، مشيرة إلى أن مشفى السجن الإسرائيلي أجرى لشقيقها عدة عمليات جراحية لاستئصال أورام، لكنها سرعان ما كانت تعود وتظهر في مواضع مختلفة من جسده.
وتترقب أسرة الشوبكي نتائج فحوصات أجرتها إدارة السجن لتحديد أسباب تكرار ظهور الأورام على جسد الأسير المسن، وهو ما قد يطول لعدة أشهر نتيجة بطء الإجراءات المتبعة في سجون الاحتلال في مثل حالات كهذه، وفق إفادات أسرى محررين.
وناشدت شقيقة الشوبكي -في حديثها للجزيرة نت- السلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات الدولية والحقوقية التدخل لإنقاذ شقيقها والإفراج عنه لعلاجه، وحملت في الوقت نفسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية عن حياة شقيقها والأسرى المرضى.

مطالبة بإلحاح
بدوره، أكد الباحث المختص في شؤون الأسرى والمسؤول بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة أن السلطة الفلسطينية أدرجت اسم الشوبكي ضمن قائمة الأسرى الذين تطالب الجانب الإسرائيلي بالإفراج عنهم كشرط لاستئناف المفاوضات.
وأضاف أن كبر سن الشوبكي وما يعانيه من أمراض جعل الرئيس الفلسطيني يلح في لقائه الأخير -الذي جمعه بالرئيس الأميركي بارك أوباما- على المطالبة بالإفراج عنه هو وعشرات النواب والمرضى.
يُذكر أن فؤاد الشوبكي يحمل رتبة لواء في السلطة الفلسطينية، وشغل منصب مدير المالية العسكرية فيها، وانتخب عضوا للمجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وساهم في إنشاء لجان الإصلاح وتعزيز السلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني.