كيسمايو.. عقاب جماعي لأقارب "الشباب المجاهدين"


عبدالرحمن سهل-كيسمايو
بين الاستغراب والاستنكار والصمت، تباينت ردود الأفعال على قرار إدارة جوبا المؤقتة بترحيل عوائل عناصر موالية لحركة الشباب المجاهدين من مدينة كيسمايو الصومالية، إلا أن جميع من استطلعت الجزيرة نت آراءهم أجمعوا على رفضهم هذا القرار، معللين ذلك بأن ترحيل النساء والأطفال من المدينة لن يحقق الأمن لكيسمايو.
ولا توجد إحصائية رسمية تتحدث عن عوائل الحركة في كيسمايو والمدن الأخرى الواقعة تحت سيطرة إدارة جوبا المؤقتة، إلا أنها تقدر بالمئات وفق تقديرات غير رسمية.
وأعلنت إدارة جوبا عن حزمة من القرارات ضد حركة الشباب، ردا على اغتيال الحركة مدير مخابرات الإدارة عيسى كمبوني الشهر الماضي.

وكان وزير الشؤون الاجتماعية محمد إبراهيم، هدد عقب الاغتيال مباشرة، بمحاسبة عناصر الحركة وعائلاتهم المقيمة في مدينة كيسمايو بطريقة مختلفة، وارتأى الأسلوب التهديدي نفسه أيضا وزير الداخلية والشؤون الأمنية محمد ورسمة درويش.
وبدأت إدارة جوبا المؤقتة تحويل تلك التصريحات السابقة إلى أفعال، حيث تُليت يوم الجمعة قائمة تضم أسماء عوائل أمام المصلين في بعض مساجد كيسمايو، واعتبرتهم غير مرحب بوجودهم بالمدينة، وأعطتهم مهلة خمسة أيام تنتهي الأربعاء للرحيل عن المدينة.
ولم يلق القرار ترحيبا لدى أغلب سكان المدينة، وقيادات عسكرية وسياسية تابعة لإدارة جوبا، واعتبروا أن هذه الخطوة ليست الوسيلة المناسبة لمحاربة حركة الشباب.
ووصف مسؤول مقرب من رئاسة إدارة جوبا المؤقتة القرار بأنه غير مدروس، ويعكس تخبط الإدارة في مواجهة التحديات الأمنية، كما يدفع أطراف النزاع إلى مزيد من التناحر والاقتتال.
صدمة كبيرة
بدوره، قال أحد القادة العسكريين لقوات إدارة جوبا المؤقتة العقيد محمد شيخ عبده للجزيرة نت، إنهم لا يريدون خلق معارضة جديدة ضدهم، لأنه لا يمكن تطبيق هذا القرار، وأكد تصميمهم على "استئصال" عناصر الحركة من كيسمايو بوسائل أخرى.

في السياق، وصف أكثر من قائد ميداني تابع لإدارة جوبا الانتقالية هذا القرار بغير المنطقي، وغير الأخلاقي، ويصعب تطبيقه على العوائل المستهدفة لعدم وجود مبرر أخلاقي وإنساني لترحيلهم قصرا من كيسمايو.
وأحدثت هذه الخطوة الأمنية صدمة كبيرة لدى أهالي كيسمايو الذين لم يألفوا من قبل قرارات مشابهة، كما يعطي القرار فرصة ثمينة للحركة لتجنيد عناصر جديدة في صفوفها.
وأجمعوا على وجود بدائل أخرى أكثر واقعية للتصدي لاختراقات عناصر الشباب في الأجهزة الأمنية لإدارة جوبا كملاحقة العناصر المندسة، أو تفكيك الخلايا دون إلحاق أضرار بالعوائل، والسيطرة على البلدات والقرى المجاورة لكيسمايو.
وفي حديثه للجزيرة نت، يعبر أحد المواطنين عن غضبه من القرار، ودعا إدارة جوبا المؤقتة لمقاتلة قوات الحركة المتمركزة على بعد عشرات الكيلومترات من كيسمايو بدلا من معاقبة النساء والأطفال، وتقع جميع البلدات والقرى المجاورة لمدينة كيسمايو برا تحت سيطرة الحركة.
في المقابل، يؤيد الجندي عبد الله محمد قرار الإدارة بقوله "لو طبق هذا القرار كما هو في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الصومالية والكيانات الموالية لها، سيؤدي هذا لتراجع نفوذ الحركة وسط الناس".